ما العلاقة بين زعيمة المعارضة الفنزويلية واليمين الإسرائيلي المتطرف؟

أثار فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 موجة من الجدل السياسي، بعدما كشفت ردود الأفعال الرسمية والتحليلات الإعلامية عن خيوط علاقة وثيقة تربطها بإسرائيل وحزب الليكود، بل وبدعم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن بعد إعلان لجنة نوبل عن فوز ماتشادو، شن البيت الأبيض هجومًا على اللجنة بسبب قرارها بعدم منح الجائزة لترامب، حيث كتب المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشانج على منصة X قائلًا: "لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تعلي من شأن السياسة على السلام، والرئيس ترامب سيواصل إبرام اتفاقيات السلام وإنهاء الحروب لإنه يتمتع بروح إنسانية نادرة، ولن يكون هناك رجل آخر قادر على تحريك الجبال بقوة إرادته."

وفي تل أبيب، أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا مماثلًا أعرب فيه عن تأييد الموقف الأمريكي، مؤكدًا أن الرئيس ترامب هو من يصنع السلام الحقيقي، مضيفًا أن "السلام يتحقق بالقوة"، لكن اللافت أن البيان الإسرائيلي لم يتضمن أي تهنئة لماتشادو، ما فسر بأنه رسالة سياسية تضع الحدث في إطار الصراع الدبلوماسي الدائر حول من يستحق لقب "صانع السلام".
إهداء ماتشادو جائزة نوبل لترامب
ورغم أن لجنة نوبل اختارت ماتشادو لتكريمها على نضالها ضد نظام نيكولاس مادورو ودفاعها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا، فإن دوافع سياسية أوسع بدأت تطفو على السطح، فقد أهدت ماتشادو الجائزة لترامب نفسه، وقالت في منشور على منصة X: "نحن على أعتاب النصر، واليوم أكثر من أي وقت مضى نعتمد على الرئيس ترامب ومواطني الولايات المتحدة ودول العالم الديمقراطية كحلفائنا الرئيسيين في تحقيق الحرية، وأهدي هذه الجائزة لشعب فنزويلا وللرئيس ترامب لدعمه الثابت لقضيتنا."
العلاقة بين ماتشادو واليمين الإسرائيلي المتطرف
العلاقة بين ماتشادو واليمين الإسرائيلي المتطرف ليست وليدة اللحظة، ففي عام 2020، تم توقيع اتفاقية تعاون رسمية بين حزبها "فينيتا فنزويلا" وحزب الليكود الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، وهدفت الاتفاقية إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين الإسرائيلي والفنزويلي والتعاون في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد، كما نصت على تبادل الخبرات في الاستراتيجية والجغرافيا السياسية، في خطوة وُصفت حينها بأنها غير مسبوقة بين حزب فنزويلي وحزب إسرائيلي.
ووقعت الوثيقة من جانب إيلي فيريد حزان، الذي كان يشغل حينها منصب مدير العلاقات الخارجية في الليكود، ويشغل اليوم منصب سفير إسرائيل في سنغافورة، وبعد إعلان فوز ماتشادو، علق حزان قائلًا: "تحياتي الحارة لصديقتنا ماريا كورينا ماتشادو، التي كانت من أوائل من سعوا لتعزيز العلاقات مع إسرائيل، كنا نأمل أن ينال ترامب الجائزة، لكننا سعداء بأن تفوز بها هذه المرأة التي تناضل ضد قوى الظلام."
لم تتوقف علاقة ماتشادو بإسرائيل عند حد الاتفاق السياسي، بل أعلنت مرارًا دعمها الصريح لتل أبيب، ووعدت في حال انتخابها رئيسةً بنقل السفارة الفنزويلية إلى القدس، في تكرار للخطوة التي قام بها ترامب في الولايات المتحدة عام 2018.
دعم نتنياهو للمعارضة الفنزويلية منذ 2018
كما ناشدت رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو في عام 2018 التدخل في مجلس الأمن لدعم المعارضة الفنزويلية، وأجرت مؤخرًا لقاءات مع شخصيات إسرائيلية بارزة مثل وزير الخارجية جدعون ساعر والمرشح الرئاسي إدموندو غونزاليس، الذي أعلن نيته زيارة إسرائيل قريبًا.
في المقابل، أثار هذا التقارب انتقادات واسعة داخل فنزويلا وخارجها، فقد نشر موقع "أصوات فنزويلية" مقالًا حذر فيه من أن تحالف ماتشادو مع اليمين الإسرائيلي والأوروبي قد يعزل المعارضة عن قواعدها الشعبية، حيث أشار المقال إلى أن إسرائيل نفسها زوّدت نظام مادورو ببرامج تجسس مثل "سيلبرايت" عام 2020، في تناقض واضح مع دعمها لماتشادو اليوم.

لكن أنصارها يرون أن تلك العلاقة استراتيجية بالدرجة الأولى، إذ قال متحدث باسم حزبها: "العلاقة مع إسرائيل رسالة إلى مادورو: لدينا حلفاء أقوياء في العالم."