سجال كلامي حاد بين بن غفير ومبعوثي ترامب داخل اجتماع تل أبيب.. ماذا دار؟

شهد اجتماع حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي عقد للمصادقة على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، مشادة كلامية شديدة بين جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي واليميني المتطرف إيتمار بن غفير.

وكشفت القناة 12 العبرية أن بن غفير هاجم بشدة كوشنر والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، معربًا عن رفضه القاطع لأي وقف لإطلاق النار ما لم يتم القضاء على حركة حماس سياسيًا واقتصاديًا، ليرد ويتكوف على هذا الهجوم بسرد قصة شخصية مؤثرة، ذكر فيها أنه فقد ابنه نتيجة جرعة زائدة من المخدرات، وقد راوده حينها شعور بالانتقام من عائلة الشخص الذي زود ابنه بالمخدرات، لكنه  غير رأيه عندما حضر جلسة المحكمة ورأى والدي الجاني، اللذين كانا في قمة الخجل والأسى، وطلبا منه السماح، فاختار أن يغفر لهما.

بن غفير: حماس مثل هتلر

ورغم ما حملته القصة من رسالة إنسانية، إلا أن بن غفير لم يتأثر، بل زاد من حدة المواجهة، ليتدخل كوشنر قائلاً إن حماس أصبحت اليوم معزولة دوليًا بشكل تام، فجاء رد بن غفير حادًا: "هل كنتم ستصنعون السلام مع هتلر؟ حركة حماس هي هتلر، إنهم يريدون قتلنا".

انتهاء المشادة الكلامية بالتصديق على خطة ترامب بشأن غزة

ورغم الأجواء المتوترة وموقف بن غفير المتصلب، وافقت الحكومة الإسرائيلية في نهاية المطاف على خطة ترامب التي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة وتأمين عودة الأسرى الإسرائيليين.

في خطاب متلفز ألقاه اليوم الجمعة، زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جيش الاحتلال نجح في التصدي لحركة حماس، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة من خطة ترامب ستركز على نزع سلاح الحركة بالكامل، بالتزامن مع بدء سريان وقف إطلاق النار، تمهيدًا للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

وقال نتنياهو إن قوات الاحتلال ستبقى داخل قطاع غزة خلال المرحلة التالية لضمان تنفيذ نزع سلاح حماس، مؤكدًا أن ذلك سيتم "بالطريقة السهلة إن أمكن، أو بالطريقة الصعبة إذا لزم الأمر"، على حد تعبيره.

وأضاف: "اعتمدت أسلوبًا مغايرًا في التعامل مع غزة، من خلال ضغوط عسكرية وسياسية مستمرة، فتمركزنا في عمق القطاع وركزنا على هدفين أساسيين: تحرير المختطفين وتجريد حماس من سلاحها".

نتنياهو: حماس تراوغ في المفاوضات السابقة

واتهم نتنياهو حركة حماس بالمراوغة في المفاوضات السابقة، زاعمًا عدم وجود صفقات جاهزة كان يمكن التوصل إليها من قبل، مدعيًا أن حماس وافقت على الاتفاق فقط بعد أن أدت خطة ترامب إلى عزلها سياسيًا ودوليًا بشكل غير مسبوق.

وزعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن حكومته ملتزمة بإعادة جميع المحتجزين دون استثناء، مشيرًا إلى أنه واجه ضغوطًا شديدة من الداخل والخارج لمنع التوغل في رفح أو السيطرة على محور فلادلفيا، لكنه أصر على تنفيذ الأهداف التي وضعها لتحقيق أمن إسرائيل، على حد قوله.

واختتم رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو حديثه بتوجيه الشكر للرئيس ترامب، واصفًا إياه بصاحب القيادة العالمية، كما أشاد بدور مبعوثيه ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في إدارة المفاوضات، مشددًا على قوة ومتانة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.