"سنعيد بناء غزة".. هكذا احتفل الفلسطينيون بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ

عمت أجواء الفرح في مشهد نادر منذ أكثر من عامين من الحرب والمعاناة، شوارع قطاع غزة، مساء أمس، عقب بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الشامل بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
خرج الآلاف من سكان القطاع فجرًا إلى الشوارع، يرفعون الأعلام ويهتفون "الله أكبر"، احتفاءً بانتهاء الكابوس الذي أودى بحياة أكثر من 67 ألف شهيد وأصاب 169 ألفًا آخرين، ودمر كل مقومات الحياة.

احتفالات غزة بوقف إطلاق النار
وخرج آلاف الفلسطينيين إلى الساحات، يرفعون الأعلام الفلسطينية ويهتفون للحرية والسلام، في لحظة طال انتظارها، غلبت فيها دموع الفرح على مشاهد الألم التي أرقت القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.

وتحولت الأحياء المدمرة إلى منصات احتفال، حيث انطلقت الزغاريد من النوافذ، وتعالت أصوات التكبير، ووزع الأهالي الحلوى على المارة، في تعبير جماعي عن ارتياح شعبي واسع وأمل بمستقبل أكثر أمانًا.
من خان يونس جنوبًا حتى دير البلح وسطًا، توهجت الشوارع بفرح لا يشبه أي فرح أمام مستشفى شهداء الأقصى، تجمع العشرات وهم يصفقون ويطلقون الزغاريد، في مشهد وثقته عدسات الصحفيين، وبثته الشبكات العالمية.
وفي لقطات نشرها الصحفي سعيد محمد عبر "إنستجرام"، ظهر حشد كبير يصفر ويهتف، كأنهم يخرجون من تحت الركام إلى الحياة من جديد.

وعلى الرغم من الدمار ورغم الجراح رقصوا الشباب في الشوارع والساحات، رغم أن القصف لا يزال متقطعًا في مناطق أخرى.
وقال أحدهم من خان يونس: "سأعيد بناء المنزل.. سنعيد بناء غزة، هذا يوم نصر وإن كان بلا طلقات".
وعبر أحمد شهيبر، في مخيم جباليا، عن شوقه للعودة: "إنه يوم عظيم.. فرحة لا توصف، ننتظر العودة بلهفة".
أما إياد عماوي، منسق المساعدات، فقال بصوت يملؤه التحدي والحزن معًا:
"مشاعرنا ممزوجة.. فرح وألم وذكريات تحت الأنقاض، نحتاج وقتًا طويلًا لإصلاح آثار ما حدث نفسيًا قبل أي شيء آخر".

وقال أحد المشاركين في الاحتفال: لا تسعنا الفرحة.. هذه اللحظة كنا نحلم بها منذ شهور تحت القصف والرعب، اليوم نشعر أن الحياة تعود إلى غزة".
وينظر إلى الاتفاق بوصفه نقطة تحول مفصلية، ليس فقط في مسار الحرب، بل في صياغة مستقبل غزة والمنطقة، وسط آمال واسعة بأن يكون مقدّمة لسلام دائم يعيد الكرامة والحياة لسكان القطاع.

ويمثل الاتفاق الذي تم برعاية الولايات المتحدة، ومشاركة فعالة من قطر ومصر وتركيا، بارقة أمل لفك الحصار وتجنيب المدنيين مزيدًا من القتل والتجويع، بعد حرب وصفها كثيرون بأنها كانت "حرب إبادة حقيقية".
