عاجل

حماس تضع شروطها: وقف النار أولاً قبل تبادل الأسرى والانسحاب من مدن غزة

حرب غزة
حرب غزة

تواصل حركة حماس التأكيد على موقفها الثابت ووضع شروطها الخاصة لتنفيذ أي اتفاق تهدئة أو تبادل للأسرى والرهائن وتشير التصريحات الأخيرة الصادرة عن الحركة بوضوح إلى تمسكها بالسيطرة على المشهد التفاوضي، وربطها أي خطوات مستقبلية بوقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من المراكز الحضرية.

​الشروط الأساسية: وقف النار والانسحاب أولاً

​كما أكدت الحركة أن "تبادل الرهائن والأسرى لن يبدأ إلا بعد وقف النار والانسحاب من المدن"، هذا الموقف يمثل شرطًا قاطعًا ورفضًا لبدء أي عملية تبادل قد تُستغل كهدنة مؤقتة أو جزئية، مما يضمن وقف العمليات القتالية بشكل كامل قبل التفكير في الخطوة التالية.

​ولم يقتصر المطلب على وقف النار فحسب، بل شمل أيضاً تحديد جدول زمني للانسحاب، فقد أشارت حماس إلى أنه "سيكون على إسرائيل الانسحاب من المدن الرئيسية بغزة غدا"، في إشارة إلى أن تنفيذ شروط الاتفاق يجب أن يكون فوريًا وعمليًا، بدءًا من التخلي عن السيطرة على المراكز الحضرية، هذا التأكيد على الانسحاب من المدن الرئيسية يعكس إصرار الحركة على استعادة كاملة للوضع قبل بدء العمليات العسكرية، ويؤكد على تمسكها بـسيطرتها على الأرض سياسياً وإدارياً.

​ضمانات دولية وتسهيل المساعدات

​وفي خطوة لتعزيز الموقف التفاوضي، أشارت حماس إلى أنها قد "تلقينا ضمانات من أميركا والوسطاء بعدم عودة إسرائيل للعمليات القتالية"، الإشارة إلى هذه الضمانات، سواء كانت مكتوبة أو شفهية، تهدف إلى إضفاء ثقل دولي على الموقف، وتصوير الاتفاق كإطار ملزم لا يمكن التراجع عنه بسهولة، هذا التمسك بوجود ضامن دولي يعكس حذر الحركة من أي خرق محتمل للاتفاقيات.

​كما تطرق البيان إلى الجانب الإنساني، مشيراً إلى أن "اتفاق غزة ينص على فتح 5 معابر لإدخال المساعدات"، ربط الإجراءات الإنسانية واللوجستية بالاتفاق الشامل يخدم هدفين: أولاً، التأكيد على ضرورة تخفيف المعاناة عن السكان، وثانياً، إظهار أن الاتفاق يغطي كافة الجوانب ويؤسس لمرحلة ما بعد القتال عبر آليات واضحة لإدخال الإمدادات.

​وتشكل مجمل هذه التصريحات، التي صدرت في فترة زمنية وجيزة، رسالة واضحة من حماس مفادها أنها لم تتنازل عن شروطها الأساسية، وأنها تحتفظ بـموقف تفاوضي قوي، ربط عملية التبادل، التي هي أولوية للجانب الإسرائيلي، بالانسحاب ووقف إطلاق النار، يضع الكرة في ملعب الطرف الآخر، ويجعل من شروط حماس المُنطلق لأي تحرك مستقبلي.

​إن إصرار حماس على هذه الشروط، رغم الضغوط الميدانية والسياسية، يظهر تمسكها بـسيطرتها كقوة رئيسية داخل قطاع غزة، ويؤكد أنها لن تقبل بأي صفقة لا تضمن وقفا شاملًا ومستدامًا للعدوان وانسحاباً كاملاً من المراكز الحضرية، الموقف الحالي لحماس يهدف إلى استغلال اللحظة التفاوضية لترسيخ شروطها وتحقيق مكاسب تتجاوز مجرد تبادل الأسرى، لتشمل إعادة تشكيل المشهد الأمني والإنساني في القطاع.

 

تم نسخ الرابط