ما معنى حديث: "أفضل الأعمال الصلاة على وقتها"؟.. دار الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المعنى المراد من الحديث النبوي الشريف: «أفضل الأعمال الصلاة على وقتها»، وحكمه الشرعي، وأجابت عن التساؤل المتداول بين المسلمين حول ما إذا كان الحديث يدل على وجوب أداء الصلاة في أول وقتها.
معنى حديث: "أفضل الأعمال الصلاة على وقتها"
وأوضحت الإفتاء أن الحديث رواه الإمام البخاري عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أي الأعمال أفضل؟» فأجاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله».
وأكدت الإفتاء أن التعبير بـ«أفضل» يدل على استحباب الصلاة على وقتها لما فيها من فضل وثواب، ولكنه لا يعني وجوب أدائها في أول الوقت على نحو الإلزام، فالمقصود من الحديث أن الصلاة في وقتها أحب الأعمال إلى الله، وأنها تتفوق على غيرها من الأعمال الصالحة، بينما ترتيب الأولويات بين الأعمال الأخرى كبر الوالدين والجهاد يأتي بعدها.
وقالت دار الإفتاء إنه لا يستفاد من الحديث وجوب أداء الصلاة عند أول دخول الوقت، بل الغاية أن يُؤدى كل فرض في وقته المعلوم، طالما لم يحصل ما يعارضه، مع مراعاة أن إضاعة الصلاة أو تأخيرها عن وقتها من غير عذر شرعي يقلل من فضلها. وأكدت الإفتاء أن الاحتراز في تأدية الصلاة في وقتها يعتبر أهم ما يبتغي المسلم تحقيقه من هذا الحديث، بما في ذلك الحالات التي ينام فيها أو ينسى أو يُعذَر عنها، فلا يُحكم بالتحريم أو نقص الأجر في مثل هذه الحالات، كما أوضح الحافظ ابن حجر في كتابه "فتح الباري".
ونقلت دار الإفتاء أيضًا قول الإمام ابن دقيق العيد في كتابه "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام"، مشيرًا إلى أن الحديث يرمي إلى أهمية الصلاة في وقتها، وليس إلى تحديد أول وقت الصلاة كشرط للقبول أو الأفضلية الإلزامية، وأن الصلاة خارج وقتها المقصود بقضاء لا تؤثر على الأجر الشرعي عند الضرورة، لكنها أقل فضلًا من الصلاة في الوقت المحدد.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على ضرورة المواظبة على أداء الصلاة في أوقاتها المحددة، والحرص على انتظامها، مشيرة إلى أن المراد من الحديث هو رفع قدر الصلاة ومكانتها بين الأعمال الصالحة، وتحقيق انتظام المسلم في صلاته، دون تحميله وجوب الأداء عند أول وقتها، مع الالتزام بالوقت الشرعي لأداء كل صلاة.