عاجل

«هكذا أمرنا أن نوقر».. إمام مسجد السيدة رقية يكشف آدب طالب العلم مع معلمه|خاص

الشيخ زكريا مرزوق
الشيخ زكريا مرزوق إمام وخطيب مسجد السيدة رقية

قال الشيخ زكريا مرزوق إمام وخطيب مسجد السيدة رقية بنت الإمام علي بن أبي طالب، إن الله عزوجل أخبر بمكانة وفضل أهل العلم والعلماء بقوله: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت معلما».

فضل العلم والتعلم

وأوضح إمام مسجد السيدة رقية في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» أن العلم والتعلم فضل من الله تعالى ومنة يعطيها سبحانه من أحب من عباده، مستدلًا بقوله النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يرِدِ الله به خيراً يُفَقههُ في الدين، وإنما أنا قاسمٌ، والله يُعطي، ولن تزال هذه الأمَّة قائمة على أمْرِ الله لا يَضُرُّهم مَنْ خالفَهُم حتى يأتي أمرُ الله».

وأضاف: العلم بجناحيه الشرعي والعملي فضل ومنة من الله؛ فقد جعل الله سبحانه وتعالى العلماء في المرتبة العالية فقال سبحانه: « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »، مشددًا: تمعن هذه الآية فقد شهد الله سبحانه لنفر بالوحدانية والملائكته بأنهم عباد مكرمون جاءت المرتبة الثالثه لأولي العلم، فقدر أهل العلم كبير وقدر المعلم والمربى عظيم وفي هذا يقول الإمام الشافعي:

رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ

فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ وَلا عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ

وأكمل إمام مسجد السيدة رقية: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « مَن سَلَكَ طَريقًا يَطلُبُ فيه عِلمًا، سَلَكَ اللهُ به طَريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ المَلائكةَ تَضَعُ أجنِحَتَها لطالِبِ العِلْمِ رِضًا بما يَصنَعُ، وإنَّه لَتَستَغفِرُ له دَوابُّ البَحرِ، حتى الحيتانُ في البَحرِ، وإنَّ فَضلَ العالِمِ على العابِدِ كفَضلِ القَمَرِ لَيلةَ البَدرِ على الكَواكِبِ، وإنَّ العُلَماءَ وَرَثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يَدَعوا دينارًا ولا دِرهَمًا، ولكِنَّهم -وفي حديثِ زاهِرٍ: ولكنْ- وَرَّثوا العِلْمَ؛ فمَن أخَذَ به -وقال زاهِرٌ: فمَن أخَذَه- فقد أخَذَ بحَظٍّ وافِرٍ».

آدب طالب العلم مع معلمه

وأشار إمام مسجد السيدة رقية إلى موقف مهم حدث مع صحابين كريمين هما عبد الله بن عباس وزيد بن ثابت وهى قصة توضح آدب طالب العلم مع معلمه، حيث كان ابن عباس يذهب إلى بيت زيد بن ثابت ويجلس على بابه لينتظر خروجه ثم يقوم بمسك خطام رابته لمساعدته على الركوب وعندما يطلب منه زيد تركه كان ابن عباس يقول هكذا أمرنا أن نوقر علماءنا وفقهاءنا فيرد عليه زيد بتقبيل يد ابن عباس ويقول هكذا أمرنا أن نفعل ذلك مع آل بيت رسول الله.

وشدد على أن هذه الصورة واضحة جليه في التوفير المتبادل بينهما، وقد صدق أحمد شوقى حينما قال:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

واختتم إمام مسجد السيدة رقية بالقول: «العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر»، داعيًا: «اللهم أجعلنا من أهل العلم والعمل».

تم نسخ الرابط