قارئ يوم النصر السادس من أكتوبر 73.. من هو الشيخ محمد أحمد شبيب؟

تحل اليوم السادس من أكتوبر ذكرى الانتصار والعبور في عامها الـ 52، ولا تمر هذه الذكرى إلا وصحبتها ذكرى عطرة لتلاوة قرأنية اشتهر صاحبها بقارئ النصر، فمن هو؟ وما هي الآيات التي قرأها؟

قرآن يوم النصر السادس من أكتوبر 73
حمل قرآن فجر يوم العبور والنصر السادس من أكتوبر آيات بينات من الذكر الحكيم، حيث قول الحق جل وعلا: «قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ»، تلاها القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب من سورة آل عمران.
من هو قارئ يوم النصر؟
ولد الشيخ محمد أحمد شبيب في 25 أغسطس عام 1934م، بقرية دنديط، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية، في أسرة عاشقة لتلاوة القرآن.
الشيخ شبيب المعروف بقارئ يوم النصر السادس من أكتوبر تتلمذ على يد الشيخ محمد إسماعيل، وحفظ القرآن الكريم كاملًا بالتجويد، وفي عام 1951م، التحق الشيخ شبيب بمعهد الزقازيق الديني، واشتهر بتلاوة القرآن بصوتٍ عذبٍ، فتمسّك به مشايخ المعهد، وطلبوا منه أن يفتح لهم اليوم الدراسي بالقرآن، إضافة إلى مشاركته في جميع الاحتفالات التي تقام بمحافظة الشرقية عن طريق الأزهر الشريف.
أُصيب الشيخ شبيب في ستينيات القرن الماضي بالتهاب قوي في الحنجرة، كاد أن يُفقده صوته العذب في تلاوة القرآن الكريم، وأجرى له رائد علم جراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور علي المفتي جراحة دقيقة لإزالة إحدى الحبيبات على الحبل الصوتي، لكن بعد علاجه عاد مرة أخرى، وذاع صيته في الإذاعة المصرية.
وأُعتمد الشيخ شبيب قارئًا بالإذاعة عام 1964م، ورافق أشهر القراء في القراءة بالحفلات الخارجية وإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، من أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط عبدالصمد، والشيخ كامل يوسف البهتيمى.

القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب
طاف الشيخ محمد شبيب بأرجاء العالم الإسلامي، قارئًا للقرآن وسفيرًا له، فطاف بدول خليجية وإسلامية وإفريقية، حيث سافر إلى العديد من الدول لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك، منها أبوظبى عام 1986، والجابون عام 1987، و1944م.
لكن التاريخ سيذكر له تلك الدعوة التي وصلته من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لإحياء ليالي شهر رمضان بالمسجد الأقصى بالقدس عام 1994م، فلم يتردد في قبولها ليشارك الأشقاء الفلسطينيين فرحتهم واحتفاءهم بأول رمضان بعد إقامة دولتهم، وعند وصوله وجد حفاوة واهتماماً وتكريماً بأن وجه إليه الرئيس عرفات الدعوة للإفطار معه بمقر الرئاسة الفلسطينية.
وفاة الشيخ محمد أحمد شبيب
توفي في الـ 3 أبريل عام 2012م، بعد رحلة طويلة مع حفظ وتلاوة كتاب الله العزيز تاركًا خلفه محبة الناس وثروة قيمة وكبيرة من التسجيلات الإذاعية للقرآن الكريم.