البطل المنسي.. قصة المقاتل صلاح الكاسر شارك في حرب أكتوبر 1973

انتصارات أكتوبر المجيد، في الذكرى الثانية والخمسين لنصر أكتوبر المجيد، نرصد لكم حكايات أبطال أكتوبر، ومن ضمنهم المقاتل صلاح الكاسر أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، حيث سطّر فيها أبطال القوات المسلحة ملحمة بطولية خالدة أعادت للأمة العربية كرامتها وللأرض المصرية حريتها. ففي مثل هذا اليوم من عام 1973.
انتصارات أكتوبر المجيد
وتتجدد الاحتفالات هذا العام وسط أجواء وطنية تعكس اعتزاز المصريين ببطولات رجال الجيش الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن، مجسدين أسمى معاني التضحية والانتماء. وتُقيم الدولة العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية التي تُبرز ما حققته مصر من إنجازات تنموية وعسكرية منذ ذلك النصر العظيم وحتى اليوم، في ظل قيادة تؤمن بأن روح أكتوبر ستظل دافعًا لبناء مستقبل أكثر قوة واستقرارًا.
المقاتل صلاح الكاسر
المقاتل صلاح الكاسر، شارك في عمليات العبور التي سبقت يوم السادس من أكتوبر نفسه، ونفذ العبور 5 مرات، وبدأت حكاية المقاتل صلاح الكاسر عقب نكسة 1967، عندما تم تجنيده في فرق القوات الخاصة بسلام المظلات، وتم تجنيده في الصاعقة وتحديدًا بـ«الإبرار الجوي»، أو ما يُسمى بـ«أبناء الشاذلي»، حيث كان تحت قيادة الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي أسس فرقة خاصة شاركت في عمليات خلف خطوط العدو الإسرائيلي، وكانت أول فرقة مظلات في 1951، بالإبرار الجوي.
5 عمليات عبور متنوعة من 1969 إلى 1973
حقق صلاح الكاسر 5 عمليات عبور متنوعة في الفترة من 1969 إلى 1973، كما عاصر معركة شدوان والتي حدثت عام 1970، ضمن حروب الاستنزاف، وفيها تلقت فرقته أوامر بالانسحاب بعدما علموا أن الطائرة TU16، في طريقها لتحويل شدوان بالكامل إلى كتلة من النار، وبالفعل تم الأمر، ومن هول المنظر لم يستطع صلاح الكاسر وبعض أفراد فرقته النوم لمدة 3 أيام متواصلة حتى ذهبوا للمستشفى العسكري بسبب أضرار بسيطة لحقت بجهازهم العصبي، وشارك الكاسر في العديد من العمليات الاستشهادية، مثل الهجوم على مناطق تمركز العدو الإسرائيلي، وكان تسليحه الخاص يتكون من، ثلاث خزن طلقات آلية، بندقية كلاشنكوف، خنجر بولندي، طبنجة 9 ملي، بالإضافة لـ15 قنبلة يدوية، والإعاشة زمزمية مياه، أنابيب تحتوي على الطعام، وكان الجنود مزودين بتعليمات قاسية مثل في حالة إصابتهم بـ«النابلم» يجب أن يقطعوا الجزء الذي أُصيبوا فيه كي لا ينتشر «النابلم» في الجسد بالكامل ويصل للعظام.
قاتلنا العدو بأسناننا
«كنّا نقتل العدو بأسناننا».. جملة قالها صلاح الكاسر لنجله ياسين الذي كررها وحكى كواليسها، حيث تم تدريب قوات الصاعقة المصرية أثناء فترة الحرب، على مهاجمة العدو بكل الطُرق حتى وإن كان السلاح الأخير الوحيد هو قتل العدو بالأسنان، عن طريق طبق فم الجندي المقاتل المصري على رقبة العدو حتى يُخرج روحه، وأكد هذه الرواية اللواء نبيل أبوالنجا مؤسس قوات الـ999 قتال.
فرقة المقاتل صلاح جودة السيد أحمد الكاسر، حصلت على أوامر للعبور ولكن يوم 8 أكتوبر وليس في السادس نفسه، وكانت مهمته هي التمركز، ضد هجوم متوقع من المضرعات الإسرائلية، لتأمين منطقة الثغر، أو ما سُميَّ بتطوير الهجوم، مشيرًا أن الهجوم على أرض سيناء تم تقسيمه إلى دفعات، وذلك ضمن الخطة المُحكمة التي وضعها الجيش المصري لتحقيق النصر، كما شارك في حماية الإسماعيلية، عندما حاول الجيش الإسرائيلي احتلالها عقب حرب السادس من أكتوبر.
ومن المشاهد الصعبة التي عاشها، الكاسر، عندما استلم غطاء به سوستة، ليدخله ويُخفي جسده بالكامل، عدا أنفه، كان الجزء الوحيد الذي يظهر، فكان يسمع لدغات العقارب خارج الغطاء، وشهد استشهاد العديد من أصدقائه خلال الحرب، وأحدهم توفي أثناء الحديث معه، بطلقة نارية قسمت جسده إلى جزئين، عندما كان واقف بجانبه بعد السادس من أكتوبر 1973 عندما كان يحاول العدو مناهضة الانتصار المصري.
الرقيب صلاح الكاسر وُلد في 27-11-1949، وأنهى خدمته العسكرية في 1975، بعدما ظل عامًا كاملًا ضمن القوات الخاصة لحماية أحد الشخصيات المهمة، وتوفي في 16-8-2012، والذي وافق ليلة الـ29 من رمضان.