اللواء ملاح علي حجاج.. تخطى صعوبات الطلعة الجوية وأطلق أول صاروخ في حرب أكتوبر

تتعدد قصص أبطال حرب أكتوبر بين من صمد حتى شاهد النصر ورفع الراية ومنهم من ضحى بروحه فداء للوطن، ليُسطّر رجال القوات المسلحة ملحمة بطولية خالدة أعادت للأمة العربية كرامتها وللأرض المصرية حريتها، في معركة أذهلت العالم وأثبتت أن الإرادة المصرية لا تُقهر.
وتتجدد الانتصارات بحرب السادس من أكتوبر، وفي الذكرى الـ52 نستعيد قصة اللواء ملاح علي حجاج أحد أبطال الحرب، الذي أطلق أول صاروخ لدك مقر العدو الإسرائيلي.
أول صاروخ في حرب أكتوبر
اللواء ملاح علي حجاج، أحد أبطال حرب أكتوبر الذين لم يُلقى عليهم الضوء رغم دوره الكبير باعتباره صاحب أول صاروخ أُطلق على العدو، حيث إنه كان ضمن قائم اللواء طيار أحمد الجواهرجي في الطلعة الجوية الثانية، وكان مسئولًا عن توجيه الصواريخ العابرة للأهداف.
من هو ملاح علي حجاج؟
ولد ملاح علي حجاج في محافظة الإسكندرية، وعاصر خلال دراسته في كلية الطيران النكسة وشاهد قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تقذف القواعد المصرية، حيث تخرج في عام 1968، ما جعله يشعر بألم ومرارة، ليتدرب هو وجميع القوات المسلحة خلال السنوات التالية واثقين بأن تحقيق النصر قادم لا محالة.
صعوبات أثناء الطلعة الجوية
وكشف "ملاح" تفاصيل عن الحرب، وقال إنه كان أقدم ملاحين الاستطلاع خلال الحرب، وأكد أنهم واجهوا العديد من الصعوبات أثناء الطلعة الجوية، مثل منطقة ما قبل الهدف والتي كان يُطلق عليها "المنطقة الحرجة" لصعوبة تخطيها دون أن يعرف العدو، مضيفًا: "كنا نسحف بالطائرة حتى لا تكشفنا رادارات العدو، لذلك كانت هذه أصعب وأطول مرحلة".
ويؤكد ملاح علي حجاج أنه تم استخدام "الساعة س" كاسم مُشفر لموعد الطلعة الجوية، وحين جاء الوقت المناسب وصدرت الأوامر؛ أطلق أول صاروخين باتجاه العدو، قبل أن يطلق الرائد مصطفي زكي الصاروخين التاليين، واصفين ما حدث بأنه "أحلى منظر في حياته"، مشددًا على أنه شعر بأنه أخذ بالثار بعد ما حدث في نكسة 1967، بعد كسر المقولة المتداولة آنذاك "الجيش الذي لا يُقهر".
الطلعة الأولى كانت في غاية الأهمية، حيث إنها كانت ستُحدد مصير ما سيحدث بعد ذلك، لذا عندما نسفت الأربعة صواريخ موقع العدو واشتعلت النيران شعر رجال القوات المسحلة بانتصار كبير، ويقول "ملاح" عن هذا المنظر: "شاهدناه أنا وأصدقائي من السماء، وتعالت أصواتنا من الطائرات قائلين الله أكبر.. الله أكبر".