عاجل

دار الإفتاء المصرية: سكوت الإمام بعد الفاتحة مستحب لإتاحة قراءة المأمومين

الصلاة
الصلاة

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن سكوت الإمام بعد الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة في الصلاة الجهرية أمرٌ مستحبٌ عند فقهاء الشافعية والحنابلة، وليس بواجب، وأن المقصود من هذا السكوت إتاحة الفرصة للمأمومين لقراءة الفاتحة، ثم الإنصات بعد ذلك لقراءة السورة، تحقيقًا لجمع الفضيلتين معًا: القراءة والاستماع.

حكم سكوت الإمام بعد قراءة الفاتحة

وأشارت الدار إلى أن هذه السكتة اليسيرة ينبغي أن تكون بقدر ما يتمكن به المأموم من قراءة الفاتحة، وهي سنة عند من قال باستحبابها، مستندين إلى ما رواه الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان له سكتتان، إحداهما بعد الفاتحة، وقد أقرَّه الصحابي أُبي بن كعب رضي الله عنه على ذلك.

وأكدت دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في حكم هذه السكتة؛ فبينما استحبها الشافعية والحنابلة والأوزاعي، رآها المالكية والحنفية مكروهة، مشيرين إلى أن الأصل أن المأموم يستمع للإمام، لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾ [الأعراف: 204].

وأضافت الدار أن الخلاف في هذه المسألة سائغ، ولا إنكار فيه، مشيرة إلى القاعدة الفقهية: "لا إنكار في مسائل الخلاف"، وأن من ابتُلي بشيء من المختلف فيه فله أن يُقلِّد من أجاز، ولا يُنكر عليه من قلَّد من كره أو منع، وهو ما يراعي التيسير في أمور العبادات.

وبينت أن المأموم إن قرأ الفاتحة أثناء سكوت الإمام فلا حرج عليه، أما إن شرع الإمام في قراءة السورة بعد الفاتحة مباشرة، فإن المختار للفتوى أن على المأموم الاستماع وعدم الاشتغال بالقراءة، خاصة في الصلاة الجهرية، حيث يكون الإنصات أرجح من القراءة، كما هو ظاهر من أدلة الشرع ومقاصده.

ونقلت دار الإفتاء عن عدد من العلماء والفقهاء ما يفيد عدم الوجوب في سكوت الإمام، ففي "المغني" لابن قدامة: "يُستحب أن يسكت الإمام عقب قراءة الفاتحة.. كي يقرأ فيها من خلفه الفاتحة، كيلا ينازعوه فيها". كما نقلت عن الإمام النووي قوله: "يُستحب للإمام أن يسكت بعد الفاتحة قدر قراءة المأموم لها".

واختتمت دار الإفتاء بيانها بتأكيد أن المسألة محل خلاف معتبر، ومن ثم فلا ينبغي التشدد فيها أو الإنكار، وأن الأولى للإمام مراعاة حال المأمومين والتيسير عليهم، وإن لم يسكت فليستمعوا هم لقراءته، ويُرجى لهم بذلك الأجر والثواب بإذن الله.

تم نسخ الرابط