صحة حديث "الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته".. دار الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء أن الحديث: «من قال: الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته، والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه، والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، فقالها يطلب بها ما عند الله؛ كتب الله له بها ألف حسنة، ورفع له بها ألف درجة، ووكل بها سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة» حديث ضعيف السند، لكنه جائز العمل به في فضائل الأعمال، مؤكدة أن العمل بالحديث في الفضائل جائز عند جمهور العلماء.
سند الحديث ودرجة ضعفه
أشارت الإفتاء إلى أن هذا الحديث رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير"، وذكره الإمام البيهقي في "الأسماء والصفات"، وورد له شاهدان موقوفان وضعف إسناده بسبب وجود أيوب بن نهيك، وهو متروك الحديث.
وأكدت المصادر المختلفة، مثل الهيثمي في "مجمع الزوائد" والمتقي الهندي في "كنز العمال"، على ضعف سند الحديث، مع أن بعض رواياته تضمنت أرقامًا مختلفة في الحسنات والدرجات، إلا أن المعنى العام للذكر مضمون ويؤدي إلى التقرب إلى الله تعالى.
حكم العمل بالحديث
رغم ضعف الحديث، أوضحت دار الإفتاء أن العمل به جائز ومستحب في فضائل الأعمال والذكر، لأن الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال مشروعة ما لم تكن ضعيفة جدًا أو مختلقة.
وقالت: إن الحديث يندرج تحت عموم النصوص التي تدل على فضل الذكر والتضرع إلى الله، مثل قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45]، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الذكر، ومنها: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ… ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» [رواه الترمذي].
أقوال العلماء في العمل بالحديث الضعيف
ذكرت دار الإفتاء أن كثيرًا من العلماء مثل الإمام أحمد، وابن تيمية، وابن الصلاح، والنووي، وابن دقيق العيد، والسيوطي، والهيثمي، أجازوا العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، معتبرين أن التساهل جائز فيما سوى الأحكام الشرعية والعقائد، خاصة في المواعظ والقصص وفضائل الذكر والدعاء.
وقال الإمام ابن الصلاح في مقدمته: [يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة من غير اهتمام ببيان ضعفها فيما سوى صفات الله تعالى وأحكام الشريعة]، مؤكداً بذلك جواز العمل بهذا النوع من الأحاديث.
وشددت بناءً على ذلك، فإن الحديث الذي يذكر فيه الذكر: «الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته…» صحيح العمل به في فضائل الذكر، وإن كان ضعيفًا في السند، ويجوز للمسلم أن يقوله للتقرب إلى الله وطلب الحسنات ورفع الدرجات، لأنه يندرج تحت عموم التشجيع على كثرة الذكر والتضرع إلى الله، ويعد من الأعمال المندوبة التي تنمي الروحانية وتقرب العبد من ربه.