ما حكم الصلاة خلف الصغير الحافظ للقرآن؟.. دار الإفتاء توضح

حكم الصلاة خلف الصغير السن الحافظ للقرآن الكريم من الأمور الشرعية التي بينتها دار الإفتاء، مؤكدة أن شرط السن لا يمنع من إمامة الصلاة، وأن الأكثر حفظًا وإتقانًا لأحكام القرآن هو الأحق بالإمامة، حتى وإن كان قاصرًا.
حكم الصلاة خلف الصغير الحافظ للقرآن
وقالت الدار إن الصلاة عماد الدين، ومن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، لذا حرص الإسلام على تنظيم جماعة المسلمين وإقامتها للصلاة، لما فيها من فضل عظيم.
وأشارت الدار إلى حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يد الله مع الجماعة»، الذي يبين أهمية الالتزام بالصلاة جماعة، وكذلك قوله: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»، موضحًا فضل الجماعة على الصلاة الفردية.
شروط إمامة الصلاة وحكم الصلاة خلف الصغير
وأكدت دار الإفتاء أن الشرع حدد شروطًا لصاحب الإمامة، ومن أبرزها حفظ القرآن وإتقان أحكامه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فليؤمكم أقْرؤكم وإن كان أصغرَكم»، دلالة على أن أكثر المسلمين إتقانًا للقرآن وأحكام الصلاة هو الأحق بالإمامة، حتى ولو كان صغير السن.
وفي حالة السؤال المطروحة، والتي تتعلق بشاب يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، وقد حفظ القرآن كاملاً وأتقن أحكامه، ولا يوجد غيره من الموجدين له من حيث الحفظ والإتقان، أوضحت دار الإفتاء أن الصلاة خلفه صحيحة وجائزة شرعًا، بل ومندوبة، لأن ذلك يحقق مقصود الشرع في إقامة الشعائر وحفظ أجر الجماعة. وأضافت الدار أنه يجوز لهذا الصغير أيضًا أن يكون إمامًا في خطبة الجمعة وصلاة العيدين، طالما استوفى شروط الإمامة الأخرى من حفظ القرآن وإتقان الأحكام.
وأكدت دار الإفتاء على أن هذا الحكم جاء تماشيًا مع المبدأ الشرعي العام الذي يحث على الأحق بالإمامة هو الأقدر على إقامتها على الوجه الأكمل، وليس السن معيارًا رئيسيًا في صحة الإمامة. كما أشارت إلى أن جماعة من الفقهاء ذهبوا إلى أن صلاة الجماعة واجبة وجوبًا عينياً على الرجال، لذا فالصلاة خلف الصغير الحافظ للقرآن لا تتعارض مع هذه الوجوب، بل تضمن استمرار شعيرة الصلاة.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يكثر من أمثال هؤلاء الصغار الحافظين للقرآن، ويجعلهم قدوة صالحة في المجتمع، ويمنحهم القدرة على خدمة الدين ونشر العلم، مؤكدة أن الصلاة خلف الصغير الحافظ للقرآن صحيحة شرعًا، وأن العمر لا يقلل من أجر الإمام أو المأمومين، طالما أن الإمامة قائمة على حفظ القرآن وإتقانه.