الاستعانة بها على نجاح الأمور.. لهذا السبب اقرأ سورة الفاتحة لقضاء الحاجة
قراءة سورة الفاتحة لقضاء الحوائج جائزة ومستحبة، وهي من الوسائل المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والسلف الصالح. وقد وردت عدة نصوص شرعية تدل على فضلها وفعاليتها في طلب ما يحتاجه العبد من أمور دنيوية ودينية.
قراءة سورة الفاتحة لقضاء الحوائج.. الدليل من الحديث النبوي
ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ...» (رواه مسلم).
ويبيّن الحديث أن كل جزء من الفاتحة له أثر عند الله، وأن قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ يدل على مشروعية الاستعانة بالله في كل شيء بقراءة الفاتحة.
وقد ذكر الشيخ ابن عبد الهادي الحنبلي في رسالته "الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور" أن: [احتج بعضهم من هذا الحديث على أنه ما قَرأ أحدٌ الفاتحة لقضاء حاجة وسأل حاجته إلا قُضِيَتْ].
الدليل من السنة والآثار المأثورة
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ... فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ». (رواه مسلم والنسائي).
ويشير العلماء إلى أن هذه الآية والحديث يدلّ على أن قراءة الفاتحة والاستعانة بها لقضاء الحوائج مشروعة، وثوابها أعظم، إذ تشمل الاستعانة بالله على تحقيق الغايات والمهمات.
فعل السلف الصالح
روى أبو الشيخ في "الثواب" عن عطاء رحمه الله أنه قال: "إذا أردتَ حاجةً فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تُقْضَى إن شاء الله".
وقال الملا علي القاري الحنفي في "الأسرار المرفوعة": [وهذا أصلٌ لِمَا تعارف الناس عليه مِن قراءة الفـاتحة لقضاء الحاجات وحصول المهمات].
وهذا يدل على أن السلف كانوا يقرؤون الفاتحة طلبًا لقضاء الحوائج والمصالح، ولم يكن في ذلك أي نكير أو مخالفة شرعية.
قراءة سورة الفاتحة لقضاء الحوائج مشروع ومستحب
الدليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحديث عبد الله بن عباس، وأقوال العلماء مثل ابن عبد الهادي والملا علي القاري.
الفاتحة تصلح للاستعانة بالله على تحقيق الحاجات والمهمات، وقد ثبت عن السلف فعلها في ذلك.
استحضار النية الخالصة والدعاء بعد القراءة يزيد من أثرها وبركتها، والله تعالى هو القادر على القبول والتوفيق.
