معنى حديث "طائفة من أمتي يقاتلون على الحق".. الإفتاء تحذر من هذا الفهم

بينت دار الإفتاء معنى حديث “طائفة من أمتي يقاتلون على الحق”، محذرة من استخدامه لتبرير الإرهاب.
معنى حديث "طائفة من أمتي يقاتلون على الحق"
أكدت دار الإفتاء المصرية أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» لا صلة له بجماعات التطرف والإرهاب مثل تنظيم داعش، وأن استخدام هذا الحديث لتبرير أعمالهم العدوانية باطل تمامًا.
وأوضحت الإفتاء أن كلمة "القتال" في الحديث الشريف لا تعني البدء بالاعتداء أو سفك دماء الأبرياء، بل تشير إلى الدفاع ورد العدوان، سواء كان ذلك بالقوة المسلحة وفق أحكام الدولة الحديثة، أو باللسان والبيان وإقامة الحجة لإظهار الحق. وأكدت أن القتال في الإسلام مشروط بعدة ضوابط: عدم الاعتداء على من لم يقاتلك، عدم قتل النساء والأطفال والشيوخ، وحفظ المعاهدات والحقوق، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا﴾ [البقرة: 190].
وأشارت دار الإفتاء إلى أن العلماء اختلفوا في تفسير الطائفة المذكورة في الحديث، لكنها عامة تشمل خيار الأمة، من علماء مخلصين يعملون على نشر الخير والحق، ومن جيوش نظامية تقاتل تحت راية الدولة وفق الأوامر الشرعية، مؤكدة أن هذه الطائفة تتفرق بين الشجعان والفقهاء والمحدثين والزهاد، ويكون القتال فيها على أساس الدفاع عن الحق وليس البغي والاعتداء.
الإفتاء تفند مزاعم جماعات الإرهاب أنها الطائفة المذكورة في الحديث
وحذرت الإفتاء من مزاعم جماعات الإرهاب التي تدعي أنها الطائفة المذكورة في الحديث، موضحة أن أفعالهم في القتل والاعتداء على الأبرياء مخالفة صريحة للشرع الإسلامي، وأنهم يمثلون خوارج العصر الذين خرجوا على الجماعة وأهانوا دماء المسلمين وغيرهم. وقالت الإفتاء إن الجهاد الشرعي لا يتم إلا بإذن ولي الأمر الشرعي، ومع مراعاة الشروط والضوابط الشرعية.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الطائفة المباركة المشار إليها في الحديث تمثلها جيوش نظامية وأهل علم وفقهاء صادقون في أعمالهم، يسعون لإقامة الحق والدفاع عن الدين والبلاد والعباد، وليس للجماعات الإرهابية أي علاقة بهذا المعنى النبوي السامي.