عاجل

«ربنا بس اللي بيفتي».. أمين البحوث الإسلامية السابق لـ الهلالي: كفى تجرؤ |خاص

الشيخ علي عبدالباقي
الشيخ علي عبدالباقي وسعد الهلالي

جاءت تصريحات الدكتور سعد الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر عن الفتوى وأنها حق لله تعالى فقط؛ لتفتح بابًا للجدل والتساؤل حول منصب المفتي الذي وصفه بالبدعة وحكم الاستفتاء والأخذ عن رجال الدين.

«قل الله يفيتكم».. هل أصاب سعد الهلالي في تفسيرها؟ 

«الهلالي» الذي صرح بأن المنصب الخاص للمفتي هو بدعة عثمانية جاءت لتخدم طموح سليم الأول وخلفائه في السيطرة على مفاصل الدولة المصرية، والزعم بالقضاء الشرعي؛ وأن الأمر بدأ بفتاوى خاصة للقضاء على المذهب الحنفي ثم سرعان ما تحولت إلى إفتاء العامة، فهل هناك   

يقول الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الأسبق الشيخ علي عبدالباقي ردًا على تصريحات الهلالي، إن قوله «ربنا بس اللي يفتي» هو تجرؤ على الله جل وعلا، فسبحانه وتعالى يضع الأحكام وجعل بيانها مسؤولية الرسل والعلماء فقال سبحانه: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»، وفي حال اختلاف الأمة أمرهم بأن يردوا الأمر إلى الله وإلى الرسول وإلى العلماء المستنبطين فقال جل شأنه: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ».

وبين في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» أن الفتوى بيان حكم لمن لا يعرف أحكام الشريعة، وكثير من أحكام الله جل في علاه جاءت مجملة، وإلا فكيف عرفنا قوله تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ»، فالأمر بالصلاة لم يوضح كيفيتها ولا ركعاتها ولا مواقيتها التي أمرنا بالحفاظ عليها فقال جل في علاه: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا».

هل كان الرسول مفتيًا؟

«عبدالباقي» شدد على أن الزعم بحداثة منصب المفتي في عهد العثمانيين هو تدليس فقد كان الرسول يفتي وصحابته الثقات والعلماء من بعد؛ فقد كانت الفتوى بيان لما يبحث عنه الناس من أحكام الله جل في علاه؛ ومنها ما تعلق بالميراث والزكاة والجهر في الصلوات وغيرها. أما مزاعم أن قوله تعالى: «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ» فقد جاءت في مواضع محددة حينما سئل النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الكلالة وبعض الأمور المتعلقة بالنساء وكانت شأن لا يعرفه الرسول فكان البيان من الله تعالى له ولأمته، مشددًا: «لو كانت الفتوى لله لكانت الآيات مفصلة وما احتاج الناس لرسول».

وأشار إلى أن الهلالي يناقض نفسه يطالب الأزهر بعدم احتكار الرأي وفي الوقت نفسه يمارس أبشع أنواع الوصايا على الدين والناس في حالة تكشف عن غرور بالعلم وكبر نسأل الله تعالى أن يعفو عن صاحبه، مؤكدًا أن 

هل نحن بحاجة إلى مفتي؟

شدد أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق على أن الحاجة إلى من يبين للناس هي مطلب لكل زمان ومكان فليس العامة مطالبون بالعلم الخاص أو معرفة الأحكام وتدبر الآيات وغيرها من المسائل التي يتكفل بها العالم المتدبر في الدين؛ فيقوم بالاستنباط والتوضيح لا فرض الرأي فقد بين الحق جل وعلا أنه لا إكراه في الدين فكيف يكون هناك جبر على الرأي، مؤكدًا في الوقت نفسه أن المفتي هو ممن اختاره أولي الأمر المشمولين في الآية الكريمة ومنوط به بين الحكم الشرعي على غرار غيره من العلماء المتخصصين في المجالات الأخرى.

أما عن حديث «استفت قلبك»، فأكد أنه لا يعني أن يتحول الناس جميعًا إلى مفتين؛ بل أن يسمع المسلم للآراء ويتخير منها ما يلمس قلبه وأن يدرك أنه سيحاسب على الاختيار لا من أفتاه.

امحو عن نفسك صفة مجدد 

واختتم أمين البحوث الإسلامية الأسبق بالقول لـ الهلالي: «المجدد من يقول الفتاوى والأحكام فهل أنت منهم؟، واعلم أن الله عزوجل أبقى الأزهر عبر هذه القرون والعصور بفضل علمائه المخلصين لدينهم ولوطنهم، وأدعو الله أن يهديك للصواب ويكفيك شر نفسك وغرورك بالعلم فهو بداية للسقوط في الفخ الإبليسي».

ربنا اللي يفتي بس

كان قد شدد الهلالي خلال حديثه عبر إحدى المنصات بالقول: «نحن نحتاج فقه دين وليس فتوى الدين، «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ»، ربنا اللي يفتي بس لإن الفتوى رأي واحد، لكن إمتى تفتي؟؛ لما تفتي بنفسك والنبي قالها لأكثر من صحابي وبسطاء الصحابة ليس مثلا الصحابة التي لهم شأن علمي معروف أو شأن تاريخي كبير معروف، مثل أبو بكر وعمر وعثمان، لكن وابصة بن معبد، أبو ثعلبة الخشني، واثلة بن الأصقع الذي أسلم في أواخر حياة النبي قبل أن يموت بعدة أشهر، كان ممكن لما يسأله لتفتنا في أمر نأخذه عنك - هذا واثلة بن الأصقع- قال له لتفتك نفسك.

تم نسخ الرابط