عاجل

«ربنا بس اللي يفتي».. الهلالي: منصب المفتي بدعة جاءت لخدمة الاحتلال العثماني

الدكتور سعد الهلالي
الدكتور سعد الهلالي

واصل الدكتور سعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر، حديثه عن نشأة منصب المفتي وكيف أنه كان من ابتداع الدولة العثمانية كنوعٍ من السيطرة السياسية، مشيرًا إلى وجود بعض المصطلحات التي ينبغي أن تصحح ومنها أننا أمام فتوى عن الله لأن الله سبحانه وتعالى فقط من يفتي.

كيف نشأ منصب المفتي في مصر؟

وقال الهلالي خلال حديثه عبر منصة مجتمع: «جاء عهد سليم الأول وتم احتلال مصر سنة 1517، أرادت الدولة أن تقنع المصريين أننا جائنا من أجل الإسلام، ونحن نطبق الشريعة الإسلامية، وكأن مصر لا تعرف الإسلام، وأننا نطبق الشريعة الإسلامية وعمل قضاء إسلامي وتم اختيار العلماء أو الفقهاء الحنفيين لأن الشيخ إديبالي حنفي المذهب فهو الذي توسع فيه فرض المذهب الحنفي بزعم أننا نريد توحيد القضاء».

وتابع: «بدل ما يأتي قاضي فقه مالكي ويحكم بفقه المالكية الذي يخالف في كثير من أحكامه الفقهية (المذهب الشافعي أو المذهب الحنفي أو المذهب الحنبلي)؛ سنوحد القضاء على مستوى الدولة من أجل إقامة العدل وأطلق على هذا القضاء بأنه قضاء شرعي؛ وفي حقيقته قضاء فقه حنفي».

معيار ذمة القاضي في القضاء

وشدد الهلالي: « الفقه الحنفي متعدد الأراء والفقه المالكي كذلك، والمذهب الشافعي متعدد الآراء في داخله، والحنبلي أيضا، وهذه حقيقة، فكان يترك الأمر لذمة القاضي، وذمة القاضي غير منضبطة، مهما كان عنده تقوى وورع إلا أنه قد يتأثر إلا أنه قد يأخذ برأي الأول عند الحنفية أو الرأي الثاني عند الحنفية أن الحنفية عندهم أئمة ثلاثة: (الإمام اللي هو أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد ابن حسن الشيباني)، وكل واحد له طريقته الخاصة».

تعيين أول مفتي في مصر

وأضاف: «في مصر كان فيه ناس عندها رؤية ونظرة عادلة أكثر طلبا للعدالة فأفشت هذا الأمر، وقالوا إن فيه دوائر قضائية تفتي برأي حنفي، ودوائر قضائية في نفس المسألة تفتي برأي حنفي آخر، فلا بد من توحيد القضاء، فتم رفع الأمر إلى المسؤولين في الدولة، فقالوا نعين مفتي، عين لأول مرة في تاريخ مصر سنة 1895».

فتوى للقضاء لا العامة.. شيخ الأزهر حسونة النواوي يتولى المهمة

وأردف: «والله الذي لا إله غيره.. أول فكرة جاءت لتعيين مفتي في مصر سنة 1895 هدفها وغرضها وسببها هو وجود قاضي يفتي للقضاء ولا يفتي لعمة الناس، فالمفتي الذي عين في ذلك الوقت هو كان شيخ الأزهر في هذا الوقت الشيخ حسونة النواوي، قال أنا شيخ أزهر وأخد المسؤولية دي عندي».

الفصل بين شيخ الأزهر والمفتي.. الإمام محمد عبده أول مفتي مستقل لمصر

وأكمل: «استمر فيها خمس سنوات إلى سنة 1900.. قال أنا تعبته ومحتاج حد يساعدني  فلا بد من نحن نفرد وظيفة المفتي عن وظيفة الشيخ الأزهر، وتم تعيين مفتي مستقل لأول مرة في تاريخ مصر سنة 1900 في عهد الشيخ محمد عبده».

فتوى طعام أهل الكتاب تطيح بالمفتي 

. استمر الوضع على هذا واستقال سنة 1905 بسبب أنه أفتى في إحدى الفتاوى بالمذهب المالكي في حكم طعام أهل الكتاب فقال إن أنا أخذ بقول أبي بكر الباقلين المالكي: «وطعام الذين قوتوا كتاب حلول لكم» فقالوا اقتلوا هذا الخائن، هو جاء من أجل أن يفتي بالمذهب الحنفي فكيف يأخذه برأي مالكي؛ وقدم استقالته ومات في بيته بعد استقالته بـ 3 أشهر تقريبا».

ربنا اللي يفتي بس

وشدد الهلالي: «نحن نحتاج فقه دين وليس فتوى الدين، «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ»، ربنا اللي يفتي بس لإن الفتوى رأي واحد، لكن إمتى تفتي؟؛ لما تفتي بنفسك والنبي قالها لأكثر من صحابي وبسطاء الصحابة ليس مثلا الصحابة التي لهم شأن علمي معروف أو شأن تاريخي كبير معروف، مثل أبو بكر وعمر وعثمان، لكن وابصة بن معبد، أبو ثعلبة الخشني، واثلة بن الأصقع الذي أسلم في أواخر حياة النبي قبل أن يموت بعدة أشهر، كان ممكن لما يسأله لتفتنا في أمر نأخذه عنك - هذا واثلة بن الأصقع- قال له لتفتك نفسك.

تم نسخ الرابط