عاجل

موسوعة جدلية للضلال.. أزهرية تفند مزاعم الهلالي حول يهود وثيقة المدينة |خاص

الدكتور سعد الهلالي
الدكتور سعد الهلالي والدكتورة فتحية الحنفي

واصلت الدكتورة فتحية الحنفي الأستاذ بجامعة الأزهر، الرد على ادعاءات وتصريحات الدكتور سعد الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر حول وثيقة المدينة.

أزهرية تفند مزاعم الهلالي حول يهود وثيقة المدينة

وقالت الحنفي في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: ذكر أن الرسول صلي الله عليه وسلم حكم المدينة بوثيقة كتبها مع تسع قبائل يهودية كأنه كان يعيش معهم حتى حدد القبائل بتسع، مضيفة: حينما هاجر النبي صلي الله عليه وسلم إلي المدينة المنورة (يثرب) بدأ تكوين الدولة الإسلامية الأولى، وكان يسكنها في ذاك الوقت الأنصار وبعض القبائل اليهودية، ثم المهاجرين الذين هاجروا مع النبي صلي الله وعليه وسلم وكان أبرز القبائل اليهودية في ذاك الوقت هم: بني النضير، بني قريظة، بني قينقاع، بالإضافة إلي قبائل أخرى منهم وصل إلى أكثر من عشرين قبيلة.

ذكر السمهودي: بأن قبائل اليهود في يثرب كانوا نيفا وعشرين قبيلة، كيف حددهم بتسع قبائل، هل كان بينهم؟ وكان من بنود الوثيقة: 

١. التعايش المشترك بين اليهود والمسلمين ( المهاجرين والأنصار) ولكل دينهم.

٢. تحقيق مبدا العدل، ونصرة المظلوم، بغض النظر عن انتمائه. 

٣. حددت الوثيقة مرجعية عليا لحل النزاعات والخلافات. 

٤. رسخت الوثيقة هوية المدينة كدولة وفاقية يرأسها النبي صلي الله عليه وسلم، ومرجعيتها الشريعة الإسلامية. فكان الغرض من الوثيقة بناء مجتمع موحد يقوم علي أسس الإسلام، وهي أول دستور إسلامي في التاريخ، ولذا كان من نتائجها: 

١. تنظيم العلاقة بين المسلمين وغيرهم، من خلال ضمان الحقوق للجميع. 

٢. لناء دولة موحدة قائمة علي مبدأ المواطنة والتعايش السلمي. 

٣. المحافظة علي حقوق اليهود المقيمين في المدينة. 

واختتمت حديثها بالقول: «أقول يا دكتور كف عن التدخل فيما لا يعنيك، لأن الاسلام بريء من كل ما تتفوه به وكأنك مؤرخ لأمة الإسلام، وموسوعة جدلية للضلال».

الفقهاء سادة أم خدام؟

من جانبه، قالت الدكتورة فتحية الحنفي الأستاذ بجامعة الأزهر، ردًا على تصريحات الدكتور سعد الهلالي حول الفقهاء والفقه، إن التلاعب بالألفاظ يسىء الفهم، ويساعد على إثارة البلبلة فالعالم الحق وجب عليه أن يتحرى القول قبل إخراجه.

وفيما يتعلق بوصف الهلالي للفقهاء بأنهم خدام وليسوا سادة، قالت: ما معني خدام؟: إنها صيغة مبالغة مأخوذة من خادم، وهو الشخص الذي يقوم بخدمة غيره بشكل دائم وفي الغالب في مقابل أجر أو بدون مقابل، وهي تشير إلي كثرة الخدمة ، والميل إلي مساعد الغير بشكل مستمر؛ ولكن استخدام لفظ (خدام) مفهوم خارج عن إطار الدين الصحيح، وتتعارض مع مفهوم الإيمان بالله وحده، وعدم الاستعانة إلا به.

وتابعت: قد يقصد البعض بالخدام ما يسمى بالعوارض أو الجن الذي يسكن الإنسان ويؤذيه، أما كلمة سادة  فهي جمع مفردها سيد وتعني الرئيس، أو الذي له سيادة على الجماعة، وقد يطلق السادة على الأشراف أي الذين ينتسبون إلي أهل بيت النبوة.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: فالفقهاء يطلق عليهم لفظ السادة: بمعنى أنهم الذين يمتلكون علمًا بالشريعة، ويقودون في فهمها وتطبيقها، وقد يقال (سادة الشريعة): أي أن الشريعة هي السائدة والمسيطرة علي حياة الناس، والفقهاء سادة لأنهم أصحاب السيادة والمكانة الرفيعة في المجتمع، وذلك لأنهم ورثة الأنبياء، والعلم ميراث الأنبياء ، وفهمهم للشريعة ودينهم يجعلهم أحق بالاتباع بعد الله ورسوله. فعبد الله بن مسعود  كان يقول: المتقون سادة، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة . 

أما مصطلح (الفقهاء خدام الشريعة) أي أنهم الذين يخدمون الشريعة من خلال تفسير النصوص، واستنباط الأحكام منها ومسايرتها لكل زمان ومكان، قال تعالي " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم تعلمون" فاستنباط الأحكام وتطبيقها يكون من الذين يمتلكون الملكة الفقهية التي تمكنهم من استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية (القرآن الكريم والسنة النبوية) وتطبيقها علي قضايا الحياة المتغيرة، كما أهل الطب يخدمون الطب، وأهل الهندسة يخدمون ما يخصهم كل في تخصصه .

تم نسخ الرابط