حكم تهذيب المرأة لحاجبيها.. هل هو جائز أم محظور؟ ودليل مشروعيته

كثير من النساء والفتيات يتساءلن عن حكم تهذيب المرأة لحاجبيها من خلال إزالة الشعر الزائد من الحاجب، وقد أشارت دار الإفتاء في إجابتها عن حكم تهذيب المرأة لحاجبيها، مستدلة على ذلك بالأحاديث النبوية وبأقوال العلماء.
وقالت دار الإفتاء اختلف جمهور العلماء في مسألة حكم تهذيب المرأة لحاجبيها، بناءً على عدة اعتبارات، منها ما إذا كان الإجراء يتعلق بالزوج أو إذا كان الهدف هو تحسين مظهر الحاجبين فقط.
حكم إزالة الشعر الزائد في جسم المرأة
واستندت دار الإفتاء إلى مشروعية إزالة الشعر الزائد، بمجموعة من الأحاديث الشريفة التي تبيح إزالة الشعر الزائد من الحاجبين إذا كان الهدف هو إماطة الأذى عن الوجه، سواء كان ذلك للزوج أو لغيره، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت لإحدى النساء: "أمِيطِي عَنْكِ الْأَذَى وَتَصَنَّعِي لِزَوْجِكِ"، كما ورد عن بعض الصحابة والتابعين جواز إزالة الشعر الزائد من الحاجبين.
وأوضحت دار الإفتاء أنه بناءً على هذه الأحاديث، يرى بعض الفقهاء أن إزالة الشعر الزائد من الحاجبين أمر مباح، بل قد يكون مستحبًا إذا كان يؤدي إلى تحسين المظهر الشخصي أو يزيل الأذى.
حكم تهذيب المرأة لحاجبيها بالنسبة للزوج
أما إذا كان تهذيب المرأة لحاجبيها يتعلق بالزوج، قالت دار الإفتاء إن بعض الفقهاء يشددون على أنه يكون أكثر استحبابًا، مشيرين إلى أهمية الزينة والتزين للزوج. حيث ذكر في بعض الروايات أنه إذا كان للمرأة زوجٌ، فيستحب لها أن تهتم بمظهرها وتعتني به، بما في ذلك إزالة الشعر الزائد من الحاجبين، ويرى المالكية أن إزالة الشعر من الحاجبين أمر مشروع، شريطة أن يكون ذلك بقصد التجميل والتزين ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
حكم النهي الوارد في حديث النامصات
وأشار بعض العلماء إلى أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن "النامصات" و"المتنمصات" قد يُفهم على أنه تحذير من إزالة الشعر بغرض التدليس أو التمويه على الرجال، حيث فُسِّر هذا النهي على أنه يتعلق بمن تقوم بإزالة شعر الحاجبين بطريقة تُغير من خلق الله بغرض التمويه والتدليس.
وقالت: أشار الفقهاء في حكم هذه المسألة إلى أن النهي لا يتعلق بإزالة الشعر بشكل عام، بل إذا كان الهدف من الإزالة هو تغيير ملامح الوجه بطريقة تدليس قد تضلل الآخرين.
آراء الفقهاء في حكم تهذيب المرأة لحاجبيها
أوضحت دار الإفتاء اختلاف آراء الفقهاء حول إزالة الشعر من الحاجبين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالغرض من الإجراء.
وقالت إن الحنفية يرون أن النهي عن إزالة الشعر من الحاجبين قد يكون محمولًا على ما إذا كانت المرأة تقوم بذلك بغرض التزين أمام الأجانب، بينما اشترط المالكية، أن إزالة الشعر تكون خالية من التغيير الدائم لخلق الله، ويوافقون على ذلك إذا كانت المرأة بحاجة إليه أو إذا كان يسبب لها أذى.
ووافق الشافعية، على إزالة الشعر إذا كانت هناك حاجة ضرورية لذلك مثل علاج عيب أو تشويه، فيما يأتي ورأي الحنابلة، أن النهي الوارد في الحديث يتعلق بالنتف، ويشترطون أن تكون إزالة الشعر بطرق غير نتفية.
حكم تهذيب المرأة لحاجبيها
وقالت دار الإفتاء في ختام فتواها، استنادًا إلى اجتهادات الفقهاء، يجوز للمرأة إزالة الشعر الزائد من حاجبيها بشرط أن يكون ذلك لا يهدف إلى التدليس أو تغيير خلق الله، في حال كانت إزالة الشعر تهدف إلى تحسين المظهر أو إراحة العين، وتجنب الأذى أو الألم، فإن ذلك يُعتبر أمرًا جائزًا.