خيارات صعبة.. لماذا قبل نتنياهو شروط ترامب بوقف إطلاق النار في غزة؟

يبدو أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يعيش أياما صعبة، فبعد مرور ما يقرب من عام ونصف على العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة، تمكنت حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.
نتنياهو في موقف صعب بسبب ترامب
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الفضل الأكبر لنجاح هذا الاتفاق هو عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؛ إذ مارس مبعوثه ستيف ويتكوف ضغوطًا قوية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما أجبره على التراجع عن بعض مواقفه السابقة.
ومع انطلاق الحملة الانتخابية الأمريكية العام الماضي، افترض المحللون أن نتنياهو، الحليف القوي لترامب، كان يفضل التوصل إلى اتفاق مع جمهوري يعود إلى البيت الأبيض، فقد أبلغ الوسطاء الأمريكيين في إدارة الرئيس جو بايدن أن يديه مقيدتان بسبب السياسة المحلية، مع حلفاء يمينيين متطرفين في ائتلافه يعارضون صفقة الرهائن ويدعون إلى حملة أكثر شراسة في غزة ضد حماس.
كما أعلن إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، أنه أحبط محاولات وقف إطلاق النار السابقة وهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو يوم الثلاثاء.
مرونة حماس في المفاوضات
وذكرت مجلة "إيكونميست"، في تقرير لها اليوم، أن حماس أثبتت مرونة في مفاوضات وقف إطلاق النار؛ بيد أن محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، حريص على الإثبات للفلسطينيين وبقية حماس أنه قادر على إبرام صفقة أكثر صرامة في مقابل تحرير الأسرى، وعلى أن يكون آخر من يعطي موافقته على وقف إطلاق النار، وربما إفشاله في حالة عاد العدوان الإسرائيلي على القطاع مجددًا.
واعتبرت المجلة أن نتنياهو الآن أمام خيارات صعبة، فحكومته قد تنهار بسبب الاتفاق كما أنه أصبح من الصعب عليه التملص من وعود ترامب الذي لا يبالي كثيرا باللياقات الدبلوماسية التي يتسم بها الفريق المنتهية ولايته.
لكن في الوقت الراهن يبدو أن نتنياهو مستعد للمخاطرة مع شخصيات مثل بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن اليوم الخميس، أن شرطه للبقاء في الحكومة هو تعهد نتنياهو بالعودة للقتال بعد الصفقة في غزة.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير لها أمس إنه في مايو 2024، تراجع نتنياهو عن خطة قدمها بنفسه لبايدن، فخلال تلك الأشهر، كان اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار الذي قد يُنفذ في الأيام المقبلة مطروحًا مرارًا وتكرارًا من قبل قطر والولايات المتحدة، ولكن نتنياهو كان يُفكر فقط في السياسة وبقائه الشخصي، ثم الانتخابات الأمريكية وتنصيب ترامب.
وخلال معظم عام 2024، انتقد منتقدو نتنياهو داخل إسرائيل، بمن فيهم عائلات وأصدقاء الرهائن المحتجزين في غزة، حكومته بسبب ما يبدو معارضته الشرسة للتوصل إلى اتفاق، وحثت إدارة بايدن على وقف إطلاق النار، لكنها لم تمارس الكثير من الضغط على إسرائيل لإجبار نتنياهو على التنازل، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وفي افتتاحية لها، رأت معاريف الإسرائيلية أن ترامب أجبر نتنياهو بقبول اقتراحه الخاص، وهو اقتراح تم تقديمه لأول مرة في مايو وكان ما زال صالحًا في أغسطس، مشيرةً إلى أن الادعاء بأن حماس هي التي كانت تعرقل الاتفاق أصبح فارغًا الآن، لأن إسرائيل ليس لديها نفوذ على الحركة، ولأن حماس كانت ستوافق على اتفاق في أغسطس إذا عُرض عليها ما يتم عرضه الآن.
وقالت إنه حتى بعد وقف إطلاق النار، من غير المؤكد أن السلام الحقيقي سيتبع ذلك، لافتة إلى أن هناك الكثير من الشكوك حول أن هذا الاتفاق يمكن أن يتقدم إلى ما بعد المرحلة الأولى.
وبحسب نيويورك تايمز، فقد لا تكون الحكومة الإسرائيلية اليمينية متحمسة لتقديم تنازلات إضافية لحماس، وقد لا ترغب المقاومة الفلسطينية في التخلي عن النفوذ الذي اكتسبته من احتجاز الرهائن الإسرائيليين، وقد لا تفعل إدارة ترامب الكثير لفرض اتفاق سياسي يسمح بإعادة إعمار غزة أو تعزيز الحقوق الفلسطينية أو حتى إقامة دولة.