المظاهرات السورية ضد مصر.. مطالب تؤيد الرواية الإسرائيلية

شهدت العاصمة السورية دمشق، وتحديدًا في محيط الجامع الأموي، مظاهرة مفاجئة شارك فيها عدد من المواطنين السوريين، حملت شعارات تنتقد الموقف المصري من الحرب الجارية في قطاع غزة.
وكانت التظاهرات تزعم أن معبر رفح مغلق من قبل مصر، وأنها تحاصر غزة رغم شهادة جميع قادة العالم والشخصيات السياسية البارزة الذين زاروا معبر وكذلم وسائل الإعلام الأجنبية ليؤكدوا بالصوت والصورة ان معبر رفح مفتوح على الدوام وأن الشاحنات على استعداد لتوزيع المساعدات في قطاع غزة
غضب المصريين من مظاهرات المسجد الأموي
وأثارت لتظاهرة التي جاءت في وقت شديد الحساسية، موجة غضب واسعة بين المصريين عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون أن ما حدث يمثل تنكرًا للجهود المصرية الكبيرة في دعم الشعب السوري، خصوصًا خلال سنوات الحرب التي شهدتها سوريا. وتزايدت الدعوات الغاضبة، إلى حد مطالبة البعض بترحيل السوريين من الأراضي المصرية.
الرد السوري على مظاهرات المسجد الأموي ضد مصر بدمشق
في المقابل، سارع عدد كبير من السوريين، داخل وخارج البلاد، إلى التعبير عن رفضهم لما حدث، مؤكدين أن هذه التظاهرة لا تعبر عن الشعب السوري بأكمله، ولا تمثل حقيقة العلاقة المتينة بين الشعبين.
كما أشاروا إلى أن بعض الجهات تقف خلف هذه التحركات بهدف الإساءة للعلاقات المصرية السورية أو ترويج روايات منحازة لطرف دون آخر.
وردًّا على تلك الشعارات التي روجت لروايات مقربة من الاحتلال الإسرائيلي وجماعة الإخوان المسلمين حول إغلاق معبر رفح ودور مصر في حصار غزة، شدد العديد من السوريين على أن مصر كانت ولا تزال حاضنةً لهم، مقدّرةً لمعاناتهم، وواقفةً إلى جانبهم منذ اندلاع الأزمة وحتى سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر 2024.
وفي هذا السياق، نشرت فنانة سورية معروفة بصوتها الذي رافق أجيال الأطفال عبر قناة "سبيستون" وهي الفنانة رشا رزق، منشورًا على حسابها بمواقع التواصل الاجتماعي قالت فيه:"مصر وأهلها ونيلها وأرضها في القلب، وعلى العين والرأس."
كذلك، تداول مستخدمو مواقع التواصل مقطع فيديو لمواطن سوري أشاد فيه بموقف المصريين خلال أزمة كورونا، قائلًا:
"مصر صانت كرامة السوريين، في عز الكورونا ما كانوا بيخلونا ندفع الإيجار وقالوا علينا إخوات وبقية الدول تقول علينا لاجئين، الناس كانوا بيوقفوا معانا."
وسرعان ما تحولت التظاهرة التي بدت محدودة في حجمها وانتشارها، إلى فرصة لإعادة التأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والسوري، وإبراز حجم الدعم الذي قدمته مصر للسوريين خلال أكثر من 14 عامًا من المعاناة، في ظل ظروف سياسية من حرب أهلية واقتصادية معقدة، ليحرص السوريون على إيصال رسالة في مواجهة الحملة المضادة، كانت واضحة وهي أن ما جرى أمام المسجد الأموي لا يعكس إرادة شعب سوري بأكمله، بل هو صوت نشاز وسط مشهد من المحبة والامتنان لمصر وشعبها.