ماذا وراء اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران؟

مع تزامن تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أعلنت كل من روسيا وإيران عن عزمهما توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، والتي جاءت بعد سنوات من التحضيرات والمناقشات، ومن المتوقع أن تثير قلق الغرب نظراً لما تحمله من دلالات سياسية واقتصادية.
فيما يكمن الاهتمام الرئيسي في هذه الاتفاقية في محتواها الزمني والتوقيت الذي يتزامن مع تسلم ترامب منصبه، بالرغم من تأكيد المسؤولون الروس أن توقيعها لا يرتبط بتوقيت تنصيب ترامب، مشيرين إلى أن التكهنات حول ذلك لا تعكس الواقع.
محاور اتفاقية روسيا وإيران
وتستند الاتفاقية إلى إعادة صياغة العلاقات الثنائية بين إيران وروسيا في إطار اتفاقية سابقة تم توقيعها منذ أكثر من 20 عامًا، وتم تحديثها الآن لتتناسب مع التطورات الجيوسياسية الراهنة، خاصة في ضوء التحديات التي يواجهها البلدان جراء العقوبات الغربية، حسبما ذكرت قناة فرانس24.

وستعمل الاتفاقية على تغطية كامل نطاق العلاقات الروسية الإيرانية المتعددة الأوجه، بما في ذلك تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والسياسية والتجارية والاقتصادية، كما ستمتد إلى نحو مدار 20 عامًا، كما أنها ستسهم في تعزيز مكانة روسيا على الساحة الدولية
التعاون الدفاعي والمجالات الاستراتيجية
ويعد التعاون الدفاعي إحدى النقاط الأساسية التي تمت الإشارة إليها في الاتفاقية، رغم أنها لا تتضمن تشكيل تحالف عسكري رسمي بين البلدين، إلا أن التعاون في المجال العسكري يتضمن بيع الأسلحة، تبادل التكنولوجيا العسكرية، والتعاون في تطوير القدرات الدفاعية.
مخاوف غربية
من شأن توقيع هذه الاتفاقية التصدى لمحاولات فرض عقوبات أكثر على موسكو وطهران، حيث قررت إيران بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي عام 2018 وفرض المزيد من العقوبات عليها، التوجه نحو الشرق، وزيادة تعاملها مع روسيا،الصين ودول جنوب شرق آسيا، إضافة إلى الهند وباكستان
ومن المتوقع أن تؤثر الاتفاقية بشكل كبير على التوازنات السياسية في المنطقة، خاصة في ظل الأزم الأوكرانية والصراع في سوريا، إذ أن النظرة الغربية تجاهها ليست إيجابية، حيث تعتبرها بعض الأطراف بمثابة تعزيز للتحالف بين موسكو وطهران في مواجهة العقوبات الاقتصادية والسياسية المفروضة عليهما من قبل الغرب، وبالرغم من التصريحات الروسية والإيرانية التي تؤكد أن الاتفاقية ليست موجهة ضد أي دولة، إلا أن هذه التحالفات قد تشكل تحديات إضافية للسياسات الغربية في المنطقة.

وأعرب كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهم بشأن التعاون العسكري بين موسكو وطهران، خاصة بعد الاتهامات الموجهة لإيران بتوريد صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، وعلى الرغم من نفي طهران لهذه الاتهامات، فإن الغرب يرى في هذه الاتفاقية تهديداً محتملاً لأمن المنطقة