خبراء نفسيون: التنمر يضاعف مخاطر الاضطرابات النفسية ويهدد حياة الأطفال

حذر خبراء الصحة النفسية من خطورة تفاقم ظاهرة التنمر داخل المجتمع، مؤكدين أنه لم يعد مجرد سلوك عدواني عابر، بل خطر حقيقي يهدد الصحة النفسية والجسدية للأطفال، ويضاعف معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص، موضحين أن ضحايا التنمر عرضة للانعزال والاكتئاب واضطرابات القلق، وقد تتطور الآثار في بعض الحالات إلى أعراض جسدية خطيرة أو حتى محاولات انتحار، ما يستدعي تفعيل القوانين الرادعة وتكثيف دور الأسرة والمدرسة في الحماية والتوعية.
من جانبه، أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن التنمر يُعد سلوكًا عدوانيًا متكررًا يقوم به فرد أو مجموعة ضد شخص أضعف، مشددًا على أن خطورته تتضاعف عند ممارسته ضد ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح "هندي" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم "، أن التنمر يتخذ أشكالًا متعددة، منها الجسدي واللفظي والعاطفي، سواء بصورة مباشرة كالضرب والصفع وشد الشعر، أو غير مباشرة مثل نشر الشائعات والسخرية والإقصاء الاجتماعي، فضلًا عن التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل.
التنمر خلل في ميزان القوة ويهدد حياة الأطفال
وأشار إلى أن ضحايا التنمر، وخاصة من ذوي الإعاقات السمعية أو البصرية أو الذهنية، يتعرضون لآثار نفسية خطيرة، أبرزها الشعور بالنقص، الانعزال الاجتماعي، الاكتئاب، القلق، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الانتحار.
وطالب استشاري الصحة النفسية بضرورة تفعيل القوانين الرادعة لمواجهة الظاهرة، مع تكثيف دور الأسرة والمدرسة في حماية الأبناء، داعيًا أولياء الأمور إلى عدم السكوت على أي واقعة تنمر، والاهتمام بمظهر أبنائهم ذوي الإعاقة لدمجهم بشكل طبيعي داخل المجتمع.
وفي نفس السياق، أكد الدكتور ريمون مشيل، استشاري الصحة النفسية، أن التنمر يحدث آثارًا بالغة الخطورة على شخصية الأطفال وصحتهم، تبدأ بالانسحاب الاجتماعي وتنتهي أحيانًا باضطرابات نفسية مزمنة.
وقال مشيل في تصريحات خاصة لـ"نيوز روم"، إن الطفل الذي يتعرض للتنمر بشكل متكرر يفقد شغفه بالأنشطة والهوايات التي كان يمارسها، ويميل إلى العزلة وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، فضلًا عن تراجع ثقته بنفسه وضعف قدراته الإدراكية والحركية والذهنية، حيث يصبح مشتتًا وضعيف التركيز وفاقدًا للحافز.
وأضاف استشاري الصحة النفسية، أن استمرار التنمر يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية يطلق عليها "الأعراض النفس- جسمية"، مثل فقدان الشهية، آلام المعدة، الصداع المزمن، والخمول الشديد، موضحًا أن هذه العلامات الجسدية في حقيقتها انعكاس للضغط النفسي الذي يعانيه الطفل، وأحيانًا تكون محاولة غير واعية للفت انتباه الأسرة والمحيطين.
يهدد الأطفال باضطرابات نفسية
وأشار، إلى أن استمرار التنمر على المدى الطويل، خاصة في مرحلة ما قبل المراهقة أو المراهقة، قد يتطور إلى اضطرابات نفسية حادة مثل اضطراب القلق العام أو الاكتئاب، وهي أمراض تصيب الأطفال كما تصيب الكبار.
وشدد "مشيل" على ضرورة تدخل الأسرة والمدرسة بشكل مبكر عند ملاحظة أي علامات انسحاب أو أعراض غير مبررة لدى الطفل، مؤكدًا أن التصدي للتنمر مسؤولية مجتمعية مشتركة لحماية الأجيال القادمة من آثاره المدمرة.