عاجل

استشاري صحة نفسية تتضع روشتة لإعادة بناء الأمان الأسري

جريمة
جريمة

كشفت مذبحة نبروة المروعة بمحافظة الدقهلية عن تفاصيل مأساوية لظاهرة العنف الأسري المتصاعد، والتي وصلت إلى حد إنهاء الأزواج لحياة أسرهم بدم بارد، ثم إنهاء حياتهم، حيث راح ضحية الحادث ثلاثة أطفال أبرياء، هم مريم ومعاذ ومحمد، إثر تعرضهم للخنق على يد والدهم، الذي لم يكتفِ بذلك، بل حاول التخلص من زوجته بطعنها بشكل هستيري بأكثر من 10 طعنات، قبل أن ينهي حياته بإلقاء نفسه أمام القطار في مدينة طلخا.

تحليل الأبعاد النفسية للجريمة

من جانبها، قالت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، رداً على سؤال حول إمكانية ارتكاب شخص سوي نفسياً لجريمة كهذه، مؤكدة أن "استحالة شخص سوي عموماً أن يفعل ذلك".

وأوضحت خلال لقائها عبر برنامج بلدنا اليوم، والمذاع عبر قناة الشمس، أن ما حدث هو نتيجة "تراكمات كثيرة جداً لم يرها أحد"، مشيرة إلى أن الزوج فقد السيطرة على التفاهم مع زوجته، وعندما صممت على الانفصال، وصل الأمر إلى حد القتل.

ونوهت استشارية الصحة النفسية إلى أن الأخبار المتداولة عن أن القاتل كان "هادئاً وأخلاقه جيدة ولا يتعاطى مخدرات" تدل على أن المظهر الخارجي ليس بالضرورة تفسيراً حقيقياً لما يدور داخله، مضيفة أن هذا الشخص لم يكن سوياً 100%، بل كان لديه تراكمات ناتجة عن عدم قدرته على إدارة الحوار أو تقبل الرفض، مما أوصله إلى "مرحلة الانفجار".

 العلامات غير الطبيعية في سلوك الأفراد

وأكدت الدكتورة شيماء أننا بحاجة إلى رصد العلامات غير الطبيعية في سلوك الأفراد، مثل الميل إلى العزلة أو الغضب الشديد غير المبرر أو عدم القدرة على إكمال الحوارات. 

وأشارت إلى أن المجتمع يعاني من "مشكلة الخجل من طلب الدعم النفسي" والخلط بين "الاضطراب النفسي والمرض العقلي"، مما يمنع الأفراد من تلقي العلاج اللازم ويكسر حاجز الصمت قبل الوصول إلى مرحلة الانفجار.

آخر مستجدات القضية: 16 طعنة و4 زيجات فاشلة

وفي سياق متصل، أشار الكاتب الصحفي يسري البدري، مدير تحرير المصري اليوم، إلى آخر تطورات التحقيقات في القضية، حيث أوضح البدري أن الجاني كان يبلغ من العمر 40 عاماً ويعمل سائقاً على النقل الثقيل، وقد تزوج أربع مرات، زوجته الأولى توفيت بكورونا، وفشلت زيجاته الثانية والثالثة، فيما كان خلافه مع الزوجة الرابعة (الضحية) يتمحور حول إصرارها على الانفصال لسوء معاملته.

وتابع البدري تفاصيل الجريمة، مضيفاً أن الزوج "رجع ونفذ جريمته في حق الزوجة الثانية بـ 16 طعنة نافذة في محل عملها، ثم انطلق للبيت وخنق أولاده الثلاثة، وبعدها ألقى بنفسه أمام القطار".

ونوه إلى أن الزوجة (نجوى) كانت ترعى الأطفال الثلاثة رعاية كاملة، وهي ما زالت على قيد الحياة وحالتها في تحسن رغم تلقيها هذا العدد من الطعنات.

التحقيقات تجري على قدم وساق

وأكد مدير تحرير المصري اليوم أن التحقيقات تجري على قدم وساق، وتم الاستماع لأقوال كافة الأطراف، مشيراً إلى تسجيل صوتي للمتهم يعترف فيه لوالدته بجريمته، وخلص إلى أن التحقيقات حالياً "لا تشير إلى وجود شبهة جنائية أخرى"، وأن القضية تتجه غالباً نحو "الحفظ" بانتحار الجاني.

وشدد البدري على أن هذه القضية "تفتح الضوء مجدداً على الجرائم الأسرية" وضرورة وجود حوار متبادل وعودة إلى أساس "الاختيار السليم للزوج والزوجة".

توصيات لكسر دائرة العنف

اختتمت الدكتورة شيماء طلخان بتوجيه رسالة للمجتمع، مؤكدة على ضرورة تغيير فهم "مفهوم الرجولة"، لكي لا يُربط بالسيطرة أو الصوت العالي أو العنف عند رفض الرأي. ودعت إلى:

دعم الأفراد نفسياً وتوجيههم للعلاج قبل الوصول إلى "الانفصال العاطفي" الذي يحول الأسرة في عين الجاني من "أحبابه" إلى "أعداء وعبء".

مراقبة العلامات التحذيرية كالانسحاب والعصبية غير المبررة، والعمل على كسر الصمت حول الحاجة للدعم النفسي.

تم نسخ الرابط