خبير: أمريكا أسقطت فلسطين من حساباتها.. والإجراءات الأوروبية قد تقلب الموازين

قال الدكتور نزار نزال، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن الكلمة التي ألقاها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، حملت رسائل سياسية واضحة، ولامست جوهر القضية الفلسطينية.
على ماذا ركز الرئيس عباس في كلمته؟
وأوضح نزال في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن الرئيس عباس ركز في كلمته على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مشيراً في الوقت ذاته إلى ما وصفه بـ"الغضب المكتوم" تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، التي رفضت منح تأشيرات دخول للرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له للمشاركة في أعمال الجمعية العامة، وهو ما اعتبره دليلاً على أن واشنطن لم تعد تأخذ السلطة الفلسطينية بعين الاعتبار، رغم اعترافها التاريخي بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
وأكد نزال أن هذا الموقف الأمريكي يعكس انحيازاً واضحاً لصالح إسرائيل، ويتعارض تماماً مع التوجهات الدولية التي باتت تميل إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مضيفا: "الرئيس عباس لمح في كلمته إلى أن هذا الاعتراف يجب ألا يبقى رمزياً، بل يجب أن تُتخذ خطوات عملية تترجمه على الأرض".
التحولات الدولية قد تدفع إسرائيل إلى تصعيد كبير ضد الفلسطينيين
ونوه إلى أن هذه التحولات الدولية قد تدفع إسرائيل إلى تصعيد كبير ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي توعد بـ"رد مختلف" فور عودته إلى إسرائيل، وهو ما قد ينعكس، بحسب نزال، على الأوضاع في الضفة الغربية، لا سيما بعد إغلاق معبر الكرامة في خطوة تشبه إلى حد كبير ما حدث سابقاً في معبر رفح.
وأعرب نزال عن اعتقاده بأن المطلوب اليوم من الدول التي اعترفت بفلسطين كدولة، مثل بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا، أن تتخذ إجراءات كبيرة ضد إسرائيل، تتجاوز التصريحات الرمزية.
الولايات المتحدة أظهرت انحيازاً غير مسبوق لإسرائيل
وفي سياق متصل، أشار نزال إلى أن الولايات المتحدة، في ظل إدارة دونالد ترامب، أظهرت انحيازاً غير مسبوق لإسرائيل، مدفوعاً بدوافع دينية تتعلق بالتحالف بين التيارات الصهيونية المسيحية واليمين البروتستانتي المحيط بترامب، مضيفا: أن ترامب لا يسعى لحلول حقيقية أو لوقف المجازر في غزة، بل يريد تفريغ الاعتراف الدولي بفلسطين من مضمونه، وتحويله إلى قضية رمزية لا أثر لها على الأرض".
وأكد نزال أن الاجتماع الأخير الذي عقده ترامب مع قادة عرب ومسلمين، لم يكن سوى محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، ومحاولة لإعادة توجيه البوصلة بعيداً عن العزلة التي باتت تعاني منها الولايات المتحدة وإسرائيل في المحافل الدولية، بعد موجة الاعترافات الأخيرة بدولة فلسطين.