بروكسل الدولي للبحوث: الاعترافات بدولة فلسطين تُفقد إسرائيل شرعيتها

قال الدكتور رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، إن الاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين تمثل إنجازًا سياسيًا كبيرًا، إلا أنها كانت ستكتسب قيمة مضاعفة وتأثيرًا أوسع لو جاءت في توقيت سياسي مختلف، وبشكل مبكر.
المجتمع الدولي مطالب اليوم بشكل أكثر إلحاحًا بالتحرك الجاد نحو وقف الحرب
وأوضح أبو جزر، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية فيروز مكي في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بشكل أكثر إلحاحًا بالتحرك الجاد نحو وقف الحرب، محذرًا من أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى تفريغ هذا الزخم السياسي من مضمونه، ومحاولة الالتفاف على الدعم الدولي المتنامي للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الاعترافات الغربية الأخيرة تقوض حلم نتنياهو المعلن بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية، خاصة أن هذه الاعترافات صدرت عن دول كانت حتى وقت قريب تُعتبر من أقرب حلفاء إسرائيل في الغرب، مما يمثل تحولاً سياسياً لافتاً في الموقف الدولي.
التحول أصبح يُشكل ضغطًا حقيقيًا على السياسة الخارجية الأمريكية
وأكد أبو جزر أن هذا التحول أصبح يُشكل ضغطًا حقيقيًا على السياسة الخارجية الأمريكية، لافتًا إلى ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن هناك جهودًا تُبذل لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة تغيير موقفه تجاه إسرائيل ووقف الحرب فورًا.
ونوه الخبير الدولي إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية يمكنها الاستفادة من هذا الزخم الدولي وتوظيف هذه الاعترافات سياسيًا بشكل فعّال، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أهمية الدور المصري في هذا السياق.
الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية
وقال: "مصر، بصفتها قائدة المجموعة العربية، قادرة على تقديم مبادرة سياسية جديدة بعيدة عن الطرح الأمريكي، خاصة أن بعض الأفكار التي تطرحها واشنطن حالياً تشكل خطرًا كبيرًا، وتتجاهل الإجماع الدولي بشأن ضرورة وقف الحرب والاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية".
وختم أبو جزر بالتأكيد على أن الحديث الأمريكي عن "التطويع والسيطرة" لا يخدم السلام، بل يضرب بعرض الحائط كل التوافقات الدولية التي ترى في حل الدولتين ووقف العدوان المدخل الوحيد نحو الاستقرار.