الاتحاد الأوروبي يدرس تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا.. وواشنطن تتدخل

يتصاعد الجدل الدولي حول مشاركة إسرائيل في المنافسات الرياضية الكبرى، على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة، حيث يدرس كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إمكانية تعليق عضوية إسرائيل، بعد دعوات رسمية من خبراء تابعين للأمم المتحدة، على أن يتم إتخاذ القرار الأسبوع المقبل.
وفي المقابل، تتحرك الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لمنع أي تحرك رسمي قد يؤدي إلى استبعاد إسرائيل من البطولات الدولية.
رفض أمريكي قاطع بتعليق عضوية إسرائيل في فيفا
وبحسب تقرير بثته قناة سكاي نيوز، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية موقفاً حازماً برفض محاولات طرد المنتخب الإسرائيلي، حيث صرح المتحدث باسم الخارجية، ماركو روبيو، قائلاً: "سنعمل على وقف أي محاولة لاستبعاد المنتخب الإسرائيلي من كأس العالم."
يأتي ذلك في ظل استمرار المنتخب الإسرائيلي في مشواره نحو التأهل لكأس العالم 2026، المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ويخشى مراقبون أن تؤثر الضغوط السياسية والرياضية على فرص مشاركته، في حال تم تبني قرار بتعليق العضوية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية، فإن اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ستُجري تصويتًا الأسبوع المقبل بشأن تعليق مشاركة الفرق الإسرائيلية في البطولات الأوروبية.
وتشير الصحيفة إلى أن غالبية الأعضاء يؤيدون القرار، في أعقاب تحقيق أممي خلص إلى إثبات إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة ، وهو ما تصر تل أبيب بزعمها.
الجدير بالذكر أن الدعوات لتعليق مشاركة إسرائيل جاءت ضمن توصيات لجنة استشارية تابعة للأمم المتحدة، استناداً إلى مبدأ تعليق عضوية الدول المتورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، في سابقة شبيهة بقرار الاتحادين الدولي والأوروبي تعليق عضوية روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
احتجاجات جماهيرية في الملاعب الأوروبية
وقد تصاعدت ردود الفعل داخل الملاعب الأوروبية أيضاً. ففي المباراة التي جمعت نادي باوك سالونيكي اليوناني بنظيره مكابي تل أبيب الإسرائيلي ضمن منافسات الدوري الأوروبي، رفع مشجعو الفريق اليوناني لافتات احتجاجية كُتب عليها: "أعطوا إسرائيل بطاقة حمراء"، كما رفرفت الأعلام الفلسطينية في مدرجات الملعب.
تلك المباراة التي انتهت بتعادل سلبي، قد تكون بداية لموجة احتجاجات مشابهة في مباريات الفريق الإسرائيلي المقبلة، خاصة حين يواجه أستون فيلا الإنجليزي في نوفمبر ضمن نفس البطولة.
وذكرت تقارير أن بعض الأندية الأوروبية تدرس تجنب خوض مباريات أمام خصوم إسرائيليين، فيما يبحث "يويفا" الإجراءات الممكنة، بما في ذلك تعليق العضوية، رغم ما ذكره مسؤولو الاتحاد بأن الظروف السياسية تختلف عن حالة روسيا، مشيرين إلى أن إسرائيل ردت على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، في حين كانت روسيا هي الطرف البادئ بالعدوان في أوكرانيا.
موقف دولي متباين.. وضغوط داخل فيفا
من جهته، يواجه رئيس الفيفا جياني إنفانتينو موقفًا حرجًا، خاصة مع علاقته الوثيقة بالرئيس ترامب، الرافض لأي خطوات ضد إسرائيل. وقد شوهد إنفانتينو إلى جانب ترامب في نهائي كأس العالم للأندية في يوليو الماضي، ويُعتقد أن التنسيق بين الفيفا والإدارة الأمريكية سيكون حاسمًا في المرحلة المقبلة، لا سيما أن البطولة القادمة تُقام على الأراضي الأمريكية.
في الوقت نفسه، يواصل الفيفا دراسة شكاوى قدمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بشأن "تمييز ممنهج" من قبل الاتحاد الإسرائيلي، فضلاً عن إشراك فرق من مستوطنات الضفة الغربية في الدوريات الرسمية، وهو ما يعتبره الفلسطينيون انتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية.
شخصيات رياضية تدلي بمواقفها
وفي سياق ردود الفعل، أعربت رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، ليزا كلافيناس، عن قلقها تجاه تطورات الوضع، قائلة: "من المستحيل أن نظل غير مبالين تجاه معاناة المدنيين في غزة."
كما شددت مبعوثة الأمم المتحدة للحقوق الثقافية، ألكسندرا زانثاكي، على أن: "الرياضة لا يمكن أن تستمر كالمعتاد. هذا خط أحمر."
أما اللجنة الأولمبية الفلسطينية، فأعلنت أن أكثر من ألف رياضي فلسطيني قُتلوا منذ بدء الحرب، من بينهم نجم كرة القدم المعروف سليمان العبيد، الملقب بـ"بيليه فلسطين".
وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب: "المنظومة الرياضية الإسرائيلية شريك في الحرب، لقد دُمّرت ملاعبنا وأُحبطت أحلامنا."
أزمة رياضية بأبعاد سياسية
وينذر الموقف الحالي بأزمة رياضية ذات أبعاد سياسية ودبلوماسية لإسرائيل، خاصة مع تقاطع الملفات الرياضية بحقوق الإنسان ومواقف الأمم المتحدة، إلى جانب الدور الأمريكي الفاعل في إدارة الملفات الدولية، خصوصاً مع استضافة الولايات المتحدة للنسخة المقبلة من كأس العالم، ويظل قرار الفيفا ويويفا المرتقب خلال الأيام المقبلة محط أنظار العالم الرياضي والسياسي معاً.