بالعين فقط مكروه.. الإفتاء: الالتفات في الصلاة إن كان بالبدن يُبطلها

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عبادة لا تسقط عن المسلم ما دام مكلفًا شرعًا، مشيرة إلى أن المحافظة على أركانها وواجباتها وآدابها شرط لنيل ثوابها الكامل.
الإفتاء: الالتفات في الصلاة إن كان بالبدن يُبطلها
وأوضحت الدار أن للصلاة مبطلات إذا وقع فيها المصلِّي بطلت صلاته، كما أن فيها مكروهات لا تبطلها لكنها تنقص من خشوعها وثوابها. ومن أبرز ما يُسأل عنه في هذا الباب: حكم الالتفات أثناء الصلاة.
وقالت دار الإفتاء إن الأصل أن يكون المصلِّي مستقبلًا للقبلة بجميع بدنه، فإذا التفت عنها عمدًا بجزء من بدنه بحيث خرج عن الاستقبال بطلت صلاته، سواء كان إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا، مستشهدة بالقاعدة الأصولية التي تقول: "إذا بطلت صلاة الإمام بطلت صلاة المأموم".
أما إذا كان الالتفات بالنظر فقط، دون تحريك البدن عن جهة القبلة، فإن كان عن غير قصد أو سهوا فلا شيء فيه ولا يؤثر على صحة الصلاة، لكن إن كان عمدًا فإنه يُعد مكروهًا، لما فيه من انشغال القلب ونقصان الخشوع.
واستدلت الدار بما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال: «اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» رواه ابن أبي شيبة في "المصنف". وهذا يدل على أن الالتفات بالنظر يُذهب بكمال الصلاة ولا يُبطلها ما دام لم يتحول المصلِّي بجسده عن القبلة.
وبيّنت دار الإفتاء أن الفقهاء أجمعوا على أن الانصراف بالوجه أو العين لا يقدح في صحة الصلاة إذا بقي الجسد مستقبلاً القبلة، لكنه يُعتبر من المكروهات التي ينبغي اجتنابها، لأن الصلاة مبناها على الحضور والخشوع، والانشغال بالنظر هنا وهناك يضعف المقصود الأعظم من الصلاة وهو استحضار عظمة الله تعالى.
وأشارت الدار إلى أن المسلم إذا اضطر للالتفات ببصره لحاجة معتبرة –كخوفٍ على نفسه أو تنبيه غيره– فإنه لا حرج عليه في ذلك، لأن الحاجة ترفع الكراهة، أما الالتفات لغير حاجة فهو من تزيين الشيطان وتشويش الصلاة.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الالتفات في الصلاة إذا كان بالجسد عن القبلة أبطلها، وإذا كان بالعين فقط فهو مكروه ينقص من أجرها ولا يُبطلها، داعية المصلين إلى الحرص على أداء الصلاة بخشوع تام، وعدم الالتفات إلا لضرورة معتبرة شرعًا.