عاجل

ما حكم الدعاء الجماعي عقب الصلاة؟.. دار الإفتاء توضح 

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء الجماعي عقب الصلاة مشروع شرعًا، سواء كان في المسجد أو خارجه، مشددة على أن التأمين على دعاء الإمام لا ينافي الشريعة، بل هو من مظاهر التعاون في العبادة، ويقوي روح الجماعة والتقوى بين المسلمين.

مشروعية الدعاء الجماعي عقب الصلاة

وقالت دار الإفتاء إن الدعاء من أعظم العبادات التي أمر الله بها ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جاء الأمر بالدعاء مطلقًا، يشمل كل هيئاته، سواء كان سريًا أو جهريًا، فراديًا أو جماعيًا. وأشارت إلى أن الإسرار أو الجهر بالدعاء عقب الصلاة كلاهما جائز، مستشهدة بالآية الكريمة: ﴿فإذا قَضَيتم الصلاةَ فاذكُرُوا اللهَ قِيامًا وقُعُودًا وعلى جُنُوبِكم﴾ [النساء: 103]، والتي تأمر بالذكر مطلقًا بعد الصلاة دون تحديد أسلوب واحد.

الأدلة الشرعية على الدعاء الجماعي والتأمين عليه

وأوضحت الإفتاء أن التأمين على دعاء الإمام يُعد جزءًا من الدعاء نفسه، ويدخل ضمن المشاركة الجماعية. فقد ورد عن حبيب بن مسلمة الفهري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَجْتَمِعُ مَلَأٌ فَيَدْعُو بَعْضُهُمْ وَيُؤَمِّنُ سَائِرُهُمْ إِلَّا أَجَابَهُمُ اللهُ» [رواه الطبراني والحاكم]. كما ثبت أن الصحابة كانوا يرفعون أيديهم ويؤمنون على دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأقرهم الله تعالى على ذلك، مما يدل على جوازه.

الجهر والإسرار بالذكر بعد الصلاة

أكدت دار الإفتاء أن جهر الذكر عقب الصلاة أو الإسرار به متروك لظروف الأشخاص والأماكن، فالجهر أفضل عند غياب الرياء أو التسبب في إزعاج الآخرين، أما الإسرار فيفضّل لمن يخشى الرياء أو يراعي مصلحة الآخرين. وأشارت إلى قول ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" بأن الجهر بالذكر عقب الصلاة كان معمولًا به منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويختلف بحسب الأشخاص والأحوال والأغراض.

ضوابط الدعاء الجماعي ومراعاة النظام

وشددت دار الإفتاء على ضرورة مراعاة الضوابط واللوائح التي وضعتها إدارات المساجد، لضمان تنظيم الدعاء الجماعي وعدم التشويش على المصلين أو القراء، استرشادًا بالأدب النبوي في عدم الإزعاج بالقراءة والذكر أمام الآخرين. وأكدت أن الهدف هو تعزيز روح الجماعة والتعاون في العبادة، لا التفرقة بين المسلمين.

كما شددت بناءً على ذلك، فإن الدعاء الجماعي عقب الصلاة مشروع شرعًا، ويجوز التأمين عليه، سواء جهرًا أو سرًّا، فراديًا أو جماعيًا، مع مراعاة النظام وعدم الإزعاج. وأشارت دار الإفتاء إلى أن ترك الخلاف بين المسلمين في هذا الأمر هو الصواب، فالذكر والدعاء واسع، ويعتمد على نية المسلم وحالة قلبه، ومَن شاء جهر ومن شاء أسر ومن شاء فعله فراديًا أو جماعة، 

تم نسخ الرابط