دار الإفتاء توضح حكم قراءة الفاتحة في بداية الدعاء وعقب الصلوات المكتوبة

أكدت دار الإفتاء أن قراءة سورة الفاتحة في بداية الدعاء وعقب الصلوات المكتوبة جائز شرعًا، لما لها من فضل عظيم في إنجاح المقاصد وتيسير الأمور، مشيرة إلى أنها مستحبة عند الفقهاء، ولا يُعد ذلك بدعة محرمة، بل هو من السنن المأثورة في استحضار عظمة الله وطلب العون منه.
قراءة الفاتحة في بداية الدعاء
وأوضحت الإفتاء أن قراءة الفاتحة عند استفتاح الدعاء أو اختتامه مشروع، مستندة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ؛ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي...» [رواه مسلم].
ويشير هذا الحديث إلى أن الفاتحة لها خصوصية في الدعاء، فهي طريق للتوسل إلى الله واستحضار الثناء عليه قبل طلب الحوائج.
قراءة الفاتحة عقب الصلوات المكتوبة
وأضافت دار الإفتاء أن قراءة الفاتحة بعد الصلوات المكتوبة من السنن المستحبة، وقد اختلف الفقهاء في تفصيلها، لكن الغالب على القول بجوازها وعدم الكراهة، كما جاء في كتبهم:
"معراج الدراية": القراءة بدعة مستحسنة للعادة، ولا يجوز المنع.
"فتاوى برهان الدين": يُكرَه قراءتها بعد المكتوبة إذا جهر بها، ولا بأس بخفاء.
"فتاوى السعدي": لا يُكرَه على الإطلاق.
وأوضحت الإفتاء أن قراءة الفاتحة في هذا الموضع تعتبر من أفضل الأوقات للدعاء، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أدعية عقب الصلوات، فالقراءة فيها تيسر الطلب وتزيد الثواب.
شرف سورة الفاتحة وفضائلها
وأشارت الإفتاء إلى شرف الفاتحة وأسمائها، فهي تُسمى "أم القرآن"، و"سورة الدعاء"، و"سورة الشفاء"، و"سورة التفويض"، وذلك لكثرة معانيها وفضائلها، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فاتحة الكتاب معلقة في العرش ليس بينها وبين الله حجاب».
وتحتوي الفاتحة على الثناء على الله بأوصاف كماله، والأمر بالعبادة والإخلاص، والابتهال لله في الهداية إلى الصراط المستقيم، كما تُعد سببًا للشفاء وبركة الدعاء.
وشددت بناءً على ما سبق، فإن قراءة سورة الفاتحة في بداية الدعاء وعقب الصلوات المكتوبة أمر جائز شرعًا، مستحب للعبد، ويزيد من قبول الدعاء ونجاح المقاصد، ولا يُعد بدعة محرمة، مؤكدة أن الفاتحة تُعد سورة تعليم وطريقًا للاستعانة بالله وطلب العون منه في جميع الأحوال