تنقية للقلب.. الإفتاء: الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة سُنة
أكدت دار الإفتاء أن الاستعاذة قبل قراءة القرآن في الصلاة سُنة من سنن الصلاة، يُستحب الإتيان بها، سواء في الفريضة أو النافلة، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98]، موضحة أن للمصلي أن يقتصر على الاستعاذة في الركعة الأولى فقط، أو أن يُكررها في كل ركعة، والأمر في ذلك واسع.
الإفتاء: الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة سُنة.. والأمر واسع في تكرارها
وأوضحت الدار في بيانها أن الاستعاذة معناها الالتجاء إلى الله عز وجل من وساوس الشيطان، وأن مقصودها قبل قراءة القرآن هو تنقية القلب وصرف الخواطر المفسدة للخشوع، لافتة إلى أن الصيغ المأثورة متعددة، منها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأن كل هذه الصيغ مشروعة باتفاق الفقهاء.
وأضافت دار الإفتاء أن جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة ذهبوا إلى أن الاستعاذة سنة مؤكدة في الصلاة، سواء كان المصلي إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا، مستدلين بالنص القرآني وبالأحاديث النبوية التي ورد فيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتعوذ عند افتتاح الصلاة. بينما ذهب المالكية في المشهور إلى كراهة التعوذ في الفريضة، مع جوازه في النافلة على تفصيل عندهم، وعللوا ذلك بخشية أن يعتقد الناس وجوبه.
وأشارت الدار إلى أن الفقهاء اختلفوا في مسألة تكرار الاستعاذة في كل ركعة؛ حيث رأى الحنفية وبعض الشافعية والحنابلة أن الاقتصار عليها في الركعة الأولى أفضل، وأن تكرارها في باقي الركعات غير مستحب، بل قد يكون مكروهًا. في حين رجح الشافعية في الأصح ورواية عن الإمام أحمد استحباب تكرارها في كل ركعة، ووافقهم ابن حبيب من المالكية، معتبرين أن الاستعاذة من توابع القراءة، ومن ثم تُستحب مع كل شروع في قراءة الفاتحة.
وشددت دار الإفتاء على أن هذه المسألة من المسائل التي يسع فيها الخلاف، وأنه لا يجوز الإنكار على من اقتصر على الاستعاذة في الركعة الأولى فقط، كما لا يُنكَر على من كررها في كل ركعة، لأن كلا القولين له سنده الفقهي ودليله الشرعي.
وختمت الدار بيانها بقولها: إن الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة مشروعة باتفاق، والأمر في تكرارها واسع، فمن شاء اقتصر على الركعة الأولى، ومن شاء كررها في كل ركعة، وصلاته صحيحة في الحالتين.
