عاجل

الإفتاء: لا حرج في التفات الأم إلى طفلها في الصلاة عند الحاجة

 التفات الأم إلى
التفات الأم إلى طفلها في الصلاة عند الحاجة

أكَّدت دار الإفتاء المصرية أن التفات الأم أثناء الصلاة لمتابعة طفلها الصغير لا يُبطل الصلاة، ولا حرج فيه شرعًا إذا كان يسيرًا وبالقدر الذي تقتضيه الحاجة، شريطة ألّا يصل الالتفات إلى حدّ الاستدبار عن القبلة، موضحة أن الخشوع في الصلاة مستحبٌّ، لكن الضرورة تقتضي مراعاة أحوال المصلين وظروفهم، خصوصًا الأمهات اللاتي قد يُؤدّين الصلاة بجوار أطفالهن.

 الالتفات للحاجة لا يضر بالصلاة

وأوضحت دارالإفتاء أن الخشوع مطلوب في الصلاة، وينبغي للمسلم أن يتجنَّب كل ما يُلهيه عنه، كالانشغال بالنظر هنا وهناك، أو الالتفات من غير داعٍ. إلا أن الفقهاء أجازوا الالتفات اليسير عند وجود سبب معتبر، استنادًا إلى ما رواه أبو داود في "سننه" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلّى وهو يلتفت إلى الشعب ليتابع فارسًا كان يحرس المسلمين، مما يدل على أن الالتفات للحاجة لا يضر بالصلاة.

 التفات الأم إلى طفلها في أثناء الصلاة

وأضافت الإفتاء أن التفات الأم إلى طفلها في أثناء الصلاة يدخل في هذا الباب، إذ إن متابعة الطفل خشية تعرّضه للأذى تُعَدّ حاجة معتبرة، وبالتالي لا كراهة فيها. وقد بيَّن الفقهاء في مختلف المذاهب أن الالتفات نوعان: مباح عند الحاجة، ومكروه إذا وقع من غير سبب.

ففي المذهب الحنفي، أوضح الإمام الكاساني أن الالتفات المذموم هو الذي يَصرف الوجه عن القبلة، أما النظر بطرف العين أو التفات يسير للحاجة فلا يُعد مكروهًا. وفي المذهب المالكي، ذكر الحطاب أن الالتفات مباح للحاجة، أما إن وقع بلا سبب فهو مكروه، لكنه لا يبطل الصلاة ما لم يصل إلى استدبار القبلة. بينما نصّ فقهاء الشافعية على أن الالتفات يُكره لغير حاجة، أما إذا وُجد سبب معتبر كمتابعة الطفل فلا كراهة فيه. أما الحنابلة، فذهبوا إلى أن الالتفات في الصلاة لغير عذر مكروه، أما للحاجة فلا يُؤثر، ولا تبطل الصلاة به إلا إذا استدبر المصلّي القبلة تمامًا.

الحفاظ على استقبال القبلة

وخَلُصت دار الإفتاء إلى أن صلاة المرأة تظل صحيحة إذا التفتت يسيرًا إلى طفلها خشية أن يؤذي نفسه، سواء بالعين أو بالرأس، ما دامت محافظة على استقبال القبلة ولم يصل التفاتُها إلى حدّ الاستدارة الكاملة.

 الحرص على الصلاة في وقتها 

ودعت الدار الأمهات إلى الحرص على الصلاة في وقتها مع مراعاة أطفالهن، مؤكدة أن الإسلام شريعة رحمة وتيسير، تراعي حاجات الإنسان وظروفه، وتوازن بين أداء العبادات والحفاظ على مقاصدها الأساسية، وفي مقدمتها الطمأنينة والخشوع، دون إغفال لمتطلبات الحياة اليومية.

تم نسخ الرابط