يقينٌ لا خرافة.. أمين الفتوى: "الرقية الشرعية" نهج إيماني مبارك ومُستَحَب

قال الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الشفاء بالقرآن يقينٌ لا خرافة، مشيرًا إلى أن التداوي بكلام الله عز وجل "الرقية الشرعية" هو نهج إيماني مبارك ومُستَحَب في شريعتنا الإسلامية.
حكم الرقية الشرعية
وتابع: مع ذلك لم تضع شريعتنا مسمى وظيفيًا مُحدَّدًا كـ "معالج بالقرآن"، بل جعل الأمر متاحًا لكل مسلم، فقد حثَّ الشرع الشريف على أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه، وهو الأصل والأفضل، أو أن يطلب الرقية من شخص يثق في صلاحه وتقواه وعلمه، دون أن يكون ذلك مهنة حصرية لأحد.
وأضاف أمين الفتوى أنه يجب التأكيد على أنَّ هذا النهج الإيماني لا يتعارض أبدًا مع الأخذ بالأسباب المادية للعلاج، فالإسلام دين يوازن بين الرُّوح والمادة، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالبحث عن العلاج الطبي، حيث قال: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً».
وبين أن المسار الصحيح هو أن يسعى المريض أَوَّلًا إلى التشخيص الطبي والعلاج الدوائي، وبالتوازي مع ذلك يستعين بالرقية الشرعية والدعاء طلبًا للبركة والشفاء الكامل من الله.
ولفت إلى أن تحويل الرقية إلى مهنة يقتصر عليها البعض فيه تضييقُ ما وسَّعه الله، حيث يصبح الشفاء بالقرآن حكرًا على فئة معينة، بينما هو متاح لكل مسلم، وفيه أيضًا فتح أبواب الدجل والشعوذة، فقد يستغل بعض ضعاف النفوس حاجة الناس، فيدخلون في ممارسات لا علاقة للدِّين بها بهدف الكسب المادي. لذا فالجمع بين العلاج الطبي والرقية الشرعية مع فهم أنَّ الشافي هو الله وحده هو المنهج الأسلم الذي يحفظ على المسلم دينه وصحته.
الرقية تتم بقراءة القرآن أو الدعاء
من جانبه، أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الرقية الشرعية تُعد علاجًا مشروعًا يؤثر في الجسد والروح معًا، مستندًا إلى حديث النبي ﷺ الذي يُقر جوازها، ويؤكد أن للكلام الطيب أثرًا فعليًا في شفاء الإنسان.
وأوضح جبر، خلال مشاركته في برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة "الناس" مساء الجمعة، أن الرقية تتم بقراءة القرآن أو الدعاء مع وضع اليد على موضع الألم والدعاء بالشفاء، مشددًا على أن للكلمة أثرًا نفسيًا وروحيًا كبيرًا، إذ يمكن للكلام أن يثير الغضب أو الحزن، أو يُدخل السرور ويبعث على الطمأنينة والسكون.
وأشار إلى أن الإيمان نفسه يبدأ بكلمة، فبكلمة الشهادتين ينتقل الإنسان من الكفر إلى الإيمان، ومن حال أهل النار إلى حال أهل الجنة، معتبرًا ذلك "أبلغ دليل على الأثر العميق للكلام في حياة الإنسان".
الله سبحانه وتعالى خلق الكون بكلمة "كن"
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون بكلمة "كن"، قائلاً: "الكلمة قوة مؤثرة في عالم الإنسان والكون، ومن ينكر أثرها لم يتأمل في حقيقة تكوين الإنسان، الذي يجمع بين جسد مادي وروح من عالم الأمر".
وشدد الدكتور يسري جبر على أن الرقية الشرعية تُعالج الروح كما تُعالج الأدوية الجسد، معتبرًا أن كل إنسان يُدرك ذلك حين يذكر الله فيشعر بالطمأنينة، أو يقرأ القرآن فينشرح صدره، مؤكدًا أن الكلمة الطيبة دواء فعّال لا يُستهان به.