عاجل

ميثاق شرف.. رئيس العالمي للتسامح بالبرازيل: «أنا ابن الأزهر» ليست انتماء شكليا

الدكتور عبدالحميد
الدكتور عبدالحميد متولي

قال الدكتور عبدالحميد متولي رئيس المركز الإسلامي العالمي للتسامح والسلام في البرازيل وأمريكا اللاتينية، إن الأزهر الشريف منارةً علمية وروحية عبر القرون، خرجت من رحمه أجيال من العلماء والمصلحين الذين حملوا رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها. وقد ارتبطت شخصية المسلم الأزهري بالعلم، والوسطية، والتجديد المنضبط بأصول الشريعة.

رئيس العالمي للتسامح بالبرازيل: «أنا ابن الأزهر» ليست انتماء شكليا

وتابع: من بين ما يُتداول من أبيات تعبّر عن هذا الانتماء والفخر قول الشاعر:

أنا ابن الأزهر المشهود له بالفضل واليقين
حاملاً لواء الحق، ناطقاً بلسان الدين

وأشار إلى أن هذه الأبيات ليست مجرد شعر، بل تعبير عن هوية ورسالة ممتدة عبر التاريخ، حيث "أنا ابن الأزهر المشهود له بالفضل واليقين": تعبير عن الانتماء إلى الأزهر الذي عُرف بترسيخ الفضل والعلم الراسخ القائم على اليقين. الأزهر لم يكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل حصناً للفكر الإسلامي الوسطي المعتدل.

"حاملاً لواء الحق، ناطقاً بلسان الدين": رسالة الأزهري أن يحمل الحق أينما كان، وأن يكون لسانه ترجماناً للشريعة بالحكمة والموعظة الحسنة، بعيداً عن الغلو أو التفريط.

ولفت إلى دور الأزهر كما فسره الأئمة والمفكرون، كالتالي:

1. الإمام محمد عبده (1849–1905م): رأى أن الأزهر هو قلب النهضة الإسلامية الحديثة، وأن إصلاحه يعني إصلاح الأمة بأسرها. كان يعتبر الانتماء للأزهر شرفاً ومسؤولية في الوقت نفسه.

2. الشيخ محمود شلتوت (1893–1963م): أكّد أن رسالة الأزهر هي نشر الإسلام الوسطي، وجعل الحوار مع الآخر جزءاً أصيلاً من الدعوة. وهذا يتفق مع معنى الأبيات التي ترفع لواء الحق بلسان الدين.

3. الإمام حسن العطار (1766–1835م): كان يرى أن الأزهر لا بد أن يواكب العصر ويخاطب متغيراته، وهو ما يجعل قول "حاملاً لواء الحق" ليس فقط في المساجد بل أيضاً في مجالات العلوم والفكر.

4. المفكر مالك بن نبي (1905–1973م): اعتبر أن المؤسسات العلمية مثل الأزهر هي القادرة على إعادة بناء الحضارة الإسلامية إذا جمعت بين الروح والعقل، وهو ما تؤكده الأبيات بإبراز الجمع بين الفضل واليقين.

وأوضح أن هذه الأبيات تمثل ميثاق شرف لكل أزهري: أن يكون فقيهاً في دينه، ثابتاً في يقينه، حاملاً رسالة الحق للعالم. ولا يقتصر ذلك على مجرد العلم الشرعي، بل يمتد ليشمل القيم الإنسانية العليا: العدل، الرحمة، التسامح، والسلام.

وشدد على أن عبارة "أنا ابن الأزهر" ليست انتماءً شكلياً، بل التزام عملي وفكري، يُحمّل صاحبه مسؤولية حمل مشعل الهداية والوسطية، وأن الأبيات "أنا ابن الأزهر" ليست مجرد أبيات شعرية، بل هي إعلان هوية ورسالة، جسّدها الأئمة والمفكرون على مر العصور. إنها دعوة لكل أزهري أن يكون امتداداً لتاريخٍ عريق من العلم، وأن يُجسّد قيم الإسلام السمحة في حياته اليومية، ليبقى الأزهر منارة هدى ونور، ولتبقى رسالته عالمية خالدة.

تم نسخ الرابط