احرص على قراءة القرآن قبل صلاة الفجر في المسجد.. ما الحكم؟

أكدت دار الإفتاء قراءة القرآن قبل صلاة الفجر، سواء بحضور القارئ أو عبر المذياع، هو أمرٌ مشروعٌ وحَسَنٌ، يجمع الناس على كتاب الله تعالى ويهيئهم لأداء الصلاة. ولا إثم في ذلك، ولا يُعدّ بدعة، فالبدعة هي التضييق على المسلمين فيما فَسَح الله لهم ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وجرت عليه أعرافهم وعاداتهم وعلماؤهم وعوامهم من أمر الذكر وقراءة القرآن.
ما حكم قراءة القرآن قبل صلاة الفجر ؟
قراءة القرآن قبل صلاة الفجر أمرٌ مشروعٌ وحسن، ويجمع الناس على كتاب الله تعالى ويهيئهم لأداء الشعائر، سواء كان ذلك بحضور القارئ للقرآن أو عبر وسائل السماع المختلفة كالمذياع. وقد جاءت الأدلة الشرعية عامةً في الحث على قراءة القرآن واستماعه والانصات إليه، كما جاء في قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه).
ولا يوجد نص شرعي يخصص هذا الفعل بوقت معيَّن، وما دام الأمر مطلقًا في الأدلة فقد جاء ليعم جميع الأوقات المسموح فيها للذكر وقراءة القرآن، فالشرع وسّع للمسلمين مجال الاستماع للقرآن وقراءته، وأي تضييق على هذا الفعل يعد بدعة لا أصل لها في الدين. فالشرع لم يقيد قراءة القرآن قبل صلاة الفجر بزمان محدد، وإنما أباح للمسلمين الاجتماع على سماعه وقراءته، وهذا يُعد من حسن المنهج الذي يقرّب القلوب من كتاب الله ويهيئ النفوس لأداء العبادات والقيام بحقوق الله سبحانه وتعالى.
وبناءً على ذلك، فإن قراءة القرآن قبل صلاة الفجر، سواء بحضور القارئ أو عبر وسائل السماع المختلفة، مشروعٌ حَسَن، ولا إثم في ذلك، ولا يعد بدعة، وإنما البدعة تكمن في التضييق على المسلمين فيما فَسَح الله تعالى لهم، وما أقره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاداتهم وأعرافهم وعلماؤهم وعوامهم من أمر الذكر وقراءة القرآن