عاجل

ما حكم مشاورة الزوجة ومعنى قوامة الرجال على النساء؟

حكم مشاورة الزوجة
حكم مشاورة الزوجة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن للمرأة الحق الكامل في أن تُستَشار وتُشارِك برأيها في أمور الحياة الزوجية، مشددة على أنَّ ذلك لا يتعارض مع قوامة الرجل، بل هو من صميم تعاليم الشريعة الإسلامية التي حضَّت على الشورى، واعتبرت تبادل الرأي بين الزوجين من أسس الحياة الزوجية الناجحة.

ما حكم مشاورة الزوجة

وأوضحت الدار في تقرير رسمي صادر عنها، ردًّا على استفسار من إحدى السيدات حول مشروعية مشاركتها في اتخاذ قرارات حياتها الزوجية، أنَّ الإسلام لم يجعل للرجل وحده الحق في الانفراد بالرأي أو إقصاء الزوجة عن المشورة، بل ضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أروع الأمثلة في احترام آراء زوجاته، والأخذ بمشورتهن في أعقد القضايا، ومنها موقف أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية.

معنى قوامة الرجال على النساء

ونبَّهت دار الإفتاء إلى أن بعض الأزواج يُسيء فهم آية القوامة في قوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾، ويتعامل معها على أنها تخوِّله الحق في التفرد بالقرار أو تهميش الزوجة، وهذا غير صحيح شرعًا، فالقوامة لا تعني التسلُّط أو التحكم، وإنما هي تكليف بالمسؤولية والرعاية والإنفاق، ويقابلها واجب المعاشرة بالمعروف والتشاور في كل ما يخص الأسرة.

كما أكدت الدار أن ما يُروَّج من مقولات مثل: "شاورهن وخالفوهن" لا أصل له في السنة النبوية، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل حَكَمَ عليه كبار المحدثين بأنه حديث موضوع لا يصح الاستدلال به، مشيرةً إلى أن الاستشهاد به في هذا السياق يروّج لمفاهيم مغلوطة عن مكانة المرأة وعقلها.

وفي هذا الصدد، بيَّنت الدار أن الإسلام منح المرأة عقلًا ورأيًا، ودعا إلى الاستماع إليها، خاصة إذا كانت صاحبة خبرة أو فطنة، واستدلت بقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا تمنعوا النساء الرأي، فإن فيهن من يصيب".

وأوضحت الدار أن مشاورة الزوجة واجبة أدبيًّا وشرعيًّا حين يتعلّق الأمر بمستقبل الأسرة أو قرارات مصيرية كالهجرة أو الانتقال أو تعليم الأبناء، مؤكدة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في الحديث المتفق عليه: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»، مشيرةً إلى أن من الخير احترام آرائهن والاستفادة من تجاربهن.

واختتمت دار الإفتاء المصرية تقريرها بالتأكيد على أنَّ المشاركة في اتخاذ القرار داخل الأسرة، حق أصيل للزوجة، وهو من أركان المودة والرحمة التي قامت عليها مؤسسة الزواج، داعيةً إلى نبذ العبارات الموروثة التي تنتقص من رأي المرأة، وضرورة العودة إلى الهدي النبوي الصحيح، القائم على الاحترام والمشاورة المتبادلة بين الزوجين.

تم نسخ الرابط