كيفية جلوس وسجود المرأة في الصلاة.. دار الإفتاء اوضح

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها حول هيئة المرأة في الصلاة، وبالتحديد كيفية جلوسها في التشهد الأخير وهيئة سجودها، وفقًا لما قرره مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه، وذلك في ظل تزايد التساؤلات الواردة من الدول ذات الأقليات المسلمة، التي يتبع غالبية مسلميها هذا المذهب.
وقال السائل في سؤاله إن بلده تضم أقلية مسلمة تُقدَّر بمائتي مليون مسلم، وأكثرهم حنفيّو المذهب، ويتساءلون عن الصفة الصحيحة لجلوس المرأة في الصلاة، وهل تُخرج رجليها من جهة اليمين، أم تجلس كالرجل؟ كما تساءل عن هيئة السجود وهل يجوز للمرأة أن تفترش ذراعيها، مع التزامها بضم العضدين إلى الجنبين؟
🔹 التورك هو الهيئة المستحبة لجلوس المرأة في الصلاة
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن السنة عند السادة الحنفية أن تجلس المرأة في صلاتها جلسة التورك، وهي تختلف عن جلسة الرجل، التي يُسن فيها الافتراش.
وأوضحت الدار أن جلسة التورك تكون بإخراج المرأة رجلها اليسرى من جهة يمينها، وتلصق أليتها بالأرض، وتجلس على فخذيها. أما الرجل، فيسن له أن يفترش رجله اليسرى، وينصب اليمنى، ويوجه أصابعها نحو القبلة.
ونقلت الدار عن كتاب "مراقي الفلاح" أن المرأة «تجلس على أليتها وتضع فخذها على الفخذ، وتخرج رجلها من تحت وركها الأيمن، لأن ذلك أستر لها».

🔹 المرأة تُضمّ ذراعيها وتفترش ساعديها في السجود دون تعارض
أما فيما يتعلق بهيئة السجود، فأفادت دار الإفتاء بأن السنة للمرأة في مذهب الإمام أبي حنيفة أن تفترش ساعديها على الأرض (أي: تضع الساعد من الرسغ إلى المرفق)، مع ضم عضديها إلى جنبها، بحيث لا تُظهر شيئًا من جسمها، ويكون ذلك أستر لها.
ونقلت الدار عن "بدائع الصنائع" و**"حاشية ابن عابدين"** أن المرأة «تنخفض في السجود، ولا تنتصب كانتصاب الرجل، وتلصق بطنها بفخذيها، وتفترش ذراعيها، وتضم عضديها لجنبها».
وأكدت الدار أنه لا تعارض بين افتراش الساعدين وضم العضدين، لأن كلًّا منهما يتعلق بجزء مختلف من الذراع، فـ"الافتراش" يكون بالساعد، و"الضم" يكون بالعضد، وهو ما يحقق الستر المطلوب شرعًا للمرأة أثناء الصلاة.
🔚 صفات مستحبة لصلاة المرأة لزيادة الستر
واختتمت دار الإفتاء المصرية بيانها بالتأكيد على أن هذه الصفات الخاصة بجلوس وسجود المرأة إنما وُضعت مراعاةً لمقصد الستر، وهو مقصد شرعي معتبر في صفة صلاة المرأة، مشيرة إلى أن الصلاة صحيحة بأي هيئة من الهيئات المشروعة، إلا أن اتباع ما ورد عن فقهاء المذهب فيه زيادة كمال.