هل يجوز الدعاء بآية من القرآن الكريم أثناء السجود؟.. الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء حكم الدعاء بآيات من القرآن الكريم أثناء السجود في الصلاة، وهو سؤال يكثر وروده من المصلين الراغبين في الجمع بين أجر الدعاء وتلاوة القرآن.
هل يجوز الدعاء بآية من القرآن أثناء السجود؟
وأجابت دار الإفتاء بأنه لا يجوز تلاوة القرآن الكريم في الركوع أو السجود على وجه القراءة، لأن الركوع والسجود ليسا موضعًا لتلاوة القرآن، وإنما موضعًا لتعظيم الله بالدعاء والذكر والتسبيح، وذلك باتفاق العلماء والمذاهب الفقهية الأربعة.
واستدلت الدار بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم:«أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ، وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا».
القصد من القرآن في السجود الدعاء أم التلاوة؟
لكن أوضحت دار الإفتاء أنه إذا قصد المصلي بدعائه في السجود آية من القرآن الكريم وكان الهدف منها الدعاء وليس القراءة، فإنه لا حرج عليه في ذلك ولا كراهة، بل هو جائز؛ مثل أن يقول في سجوده:﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ أو ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾ أو ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾.
وأشارت الدار إلى ما ذكره الإمام الدردير في "الشرح الصغير"، أن القراءة في السجود مكروهة إلا إذا كانت بقصد الدعاء، فلا تُكره. كما نقلت عن الإمام ابن حجر الهيتمي أن الكراهة مخصوصة بمن قصد تلاوة القرآن، أما من قصد الدعاء والثناء، فلا كراهة عليه.
السجود والركوع ليسا محلا للتلاوة
وأكدت دار الإفتاء أن العلماء متفقون على أن السجود والركوع موضع تعظيم ودعاء وتضرع لله، وليس محلًا لقراءة القرآن كما هو الحال في القيام. وبهذا تكون نية المصلي أثناء التلفظ بآية قرآنية في السجود أمرًا مهمًّا في تحديد الحكم الشرعي.
يجوز للمصلي أن يدعو في سجوده بآيات من القرآن الكريم إذا كان يقصد بها الدعاء والثناء، وليس قراءة القرآن، ولا كراهة في ذلك، بل هو داخل في عموم الحث النبوي على الإكثار من الدعاء في السجود.