ما حكم اكتشاف أن القبلة خطأ بعد الصلاة؟.. الأزهر يجيب

قالت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من أبرز مبطلات الصلاة التي يغفل عنها البعض هي استقبال القبلة بشكل غير صحيح دون بذل أي جهد لمعرفة الاتجاه السليم، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يترتب عليه أحكام فقهية دقيقة تتعلق بصحة الصلاة من عدمها.
الاتجاه كان خاطئًا
وأوضحت خلال لقائها عبر برنامج حواء والمذاع عبر قناة الناس أنه في حال صلّى المسلم معتقدًا صحة اتجاه القبلة، بعد سؤال أو اجتهاد أو استخدام وسائل تحديد القبلة كالبوصلة أو تطبيقات الهواتف، ثم تبين له لاحقًا أن الاتجاه كان خاطئًا، فإن صلاته صحيحة ولا إعادة عليه، لأنه أدى ما عليه وبذل الوسع في تحديد القبلة.
وأشار إلى أن الخطأ في تحديد القبلة في هذه الحالة لا يُبطل الصلاة، لأن الاجتهاد نفسه يعد مبررًا شرعيًا لعدم الإصابة بالاتجاه الصحيح.
صلى في اتجاه خاطئ
في المقابل، نوه إلى أنه إذا صلى الشخص دون أن يسأل أو يجتهد أو يستخدم أي وسيلة لمعرفة القبلة، ثم تبين له لاحقًا أنه صلى في اتجاه خاطئ، فحينها تكون صلاته غير صحيحة ويجب عليه إعادتها، لأنه لم يقم بما يلزمه شرعًا من البحث والاجتهاد قبل الدخول في الصلاة.
وأكد أن الاجتهاد شرط جوهري لرفع الإثم عن المصلي في هذه المسألة، وأن بعض الفقهاء اختلفوا في حكم من صلى في الاتجاه الصحيح دون اجتهاد، حيث رأى بعضهم أن صلاته قد تكون غير مقبولة، لأنه لم يقم بالسبب المشروع الذي يؤدي إلى صحة العبادة.
الأصل في هذه المسألة أن يُبنى أداء الصلاة على اجتهاد وبحث
واختتم بالتأكيد على أن الأصل في هذه المسألة أن يُبنى أداء الصلاة على اجتهاد وبحث، لأن الاجتهاد هو ما يُخرج المصلي من دائرة الإثم والخطأ، سواء أصاب القبلة أو أخطأ، مشددًا على ضرورة استخدام كل الوسائل المتاحة لتحديد القبلة قبل الشروع في الصلاة، خاصة في الأماكن التي لا يعرف فيها المسلم الاتجاه الصحيح.
واجب الرجل في توجيه أهله للصلاة
وفي وقت سابق، أكدت دار الإفتاء أن على رب الأسرة النصح الدائم لزوجته وأبنائه بالمحافظة على الصلاة، واستخدام كافة الوسائل المشروعة من ترغيب وترهيب ودعاء، فإن أصروا على تركها فلا يتحمل الرجل وزرهم، لأن كل فرد مسئول عن عباداته أمام الله.