هل "ياسين" من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.. الإفتاء تجيب

أكَّدت دار الإفتاء المصرية أن اسم "يٓسٓ" المذكور في مطلع سورة "يس" هو اسمٌ من أسماء النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما ورد في أقوال كبار علماء الأمة من المحدّثين والمفسرين والفقهاء عبر القرون.
هل "ياسين" من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
جاء ذلك في ردّ الدار على سؤال ورد إليها حول تفسير قوله تعالى: ﴿يٓسٓ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾، وما إذا كان "ياسين" من أسماء النبي أم لا، حيث أكّدت الدار أن الراجح المعتمد عند أهل العلم سلفًا وخلفًا أن "ياسين" اسمٌ شريفٌ خُصّ به النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
أحاديث وآثار تؤكد نسبة الاسم للنبي
وساقت دار الإفتاء عدة نصوص من كتب السنة والسير، منها حديث أبي الطفيل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إن لي عند ربي عشرة أسماء...» وذكر منها: «طه، وياسين»، وهو حديث أخرجه أبو نعيم وابن مردويه وغيرهما، ورجّحه جمع من أهل الحديث.
كما روي عن محمد بن الحنفية قوله: "يٓسٓ: محمد صلى الله عليه وآله وسلم"، وهي رواية ذكرها البيهقي في "دلائل النبوة" وابن عساكر في "تاريخ دمشق".
المفسرون: "يٓسٓ" نداء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
وأوضحت الدار أن جمهور المفسرين فسّروا "يٓسٓ" بأنه نداء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو اسم له، بمعنى: "يا سيد" أو "يا إنسان"، مستدلين بقوله تعالى بعدها مباشرة: ﴿إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾، مما يدل على أن الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال الإمام الشوكاني في تفسيره: "هو اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ودليله: ﴿إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾"، وذكر الحافظ السيوطي أن أسماء النبي بلغت نحو أربعمائة اسم، ومنها "ياسين".
الفقهاء على أن "ياسين" اسم للنبي
وفي السياق نفسه، أوردت دار الإفتاء نقولًا عن فقهاء المذاهب الأربعة تؤكد على ذلك، ومنها ما ورد عن علماء الحنفية كابن الوزير الملطي، وعلماء المالكية كالإمام الجزولي، وشارحي "دلائل الخيرات" كالأرزنجاني والشرنوبي والفاسي، وكلهم عدّوا "ياسين" من أسمائه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم.
وجاء في شرح "دلائل الخيرات": "يٓسٓ معناه: يا سيد البشر"، كما أجاز الفقهاء كتابته كما يُلفظ، وأنه لا مانع شرعًا من إطلاق هذا الاسم على النبي أو التسمية به.
دار الإفتاء: تكريم إلهي لاسم "ياسين"
واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن اختيار هذا الاسم في القرآن الكريم، ووروده في سياق قسمٍ إلهيٍّ بالقرآن الحكيم، يعد تشريفًا وتعظيمًا لقدر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما نَصَّ على ذلك كبار أئمة العلم من المحدثين والمفسرين والفقهاء عبر العصور.