عاجل

ما حكم زيادة الإمام ركعة خامسة في الصلاة الرباعية؟.. الإفتاء توضح

الصلاة
الصلاة

في واقعة أثارت تساؤلات بين عدد من المصلين في أحد أماكن العمل، أوضحت دار الإفتاء الحكم الشرعي بشأن زيادة الإمام ركعة خامسة في الصلاة الرباعية كصلاة الظهر، مؤكدةً على الضوابط الشرعية التي يجب اتباعها في مثل هذه الحالات لضمان صحة الصلاة للمأمومين وللإمام.

حكم زيادة الإمام ركعة خامسة في الصلاة الرباعية

جاء ذلك في رد الدار على سؤال ورد إليها، مفاده أن أحد الزملاء اعتاد أن يؤم العاملين في صلاة الظهر يوميًّا، وفي إحدى المرات قام الإمام لأداء ركعة خامسة بعد أن أتم أربع ركعات، رغم تنبيه بعض المصلين له بقولهم "سبحان الله"، وهو ما جرى عليه العرف لتنبيه الإمام في حال السهو.
إلا أن الإمام لم يستجب للتنبيه، وأكمل الركعة الخامسة، ثم أتى بسجود السهو وسلم، موضحًا لاحقًا أنه كان "أقرب للقيام من القعود"، لذلك فضّل الاستمرار في الركعة الخامسة.

زيادة الإمام ركعة خامسة في الصلاة الرباعية بين السهو واليقين

وأجابت دار الإفتاء موضحة أن هذه الحالة ينبغي التفرقة فيها بين السهو واليقين، مؤكدة أنه "إذا قام الإمام إلى ركعة خامسة سهوًا أو على سبيل الشك، وكان يظن أنه لم يُتِمَّ صلاته، فإن صلاته صحيحة، ويجوز له المضي في الركعة الزائدة، ثم يسجد للسهو ويسلِّم".

وأشارت الدار إلى أن تنبيه المصلين بقولهم "سبحان الله" واجب على من لاحظ الزيادة، ولكن لا يجب على الإمام الاستجابة لهذا التنبيه إلا إذا تيقن بالفعل أنه قد زاد في صلاته، فإن لم يتذكر ولم يتيقن من وقوعه في الخطأ، فلا يجب عليه الرجوع، بل عليه الاستمرار في الصلاة كما يعتقد صحتها.

وأضافت دار الإفتاء: "إذا كان الإمام لا يزال في حالة شك، ولم يتأكد من أن الركعة الخامسة زائدة، فقيامُه لا يُبطل صلاته، بل يُتمها ويسجد للسهو. أما إذا تذكر يقينًا –بفعل التنبيه مثلًا– أنه قد أتم أربع ركعات، وأن الركعة الخامسة زائدة بالفعل، فلا يجوز له الاستمرار في القيام، بل يجب عليه الرجوع والجلوس للتشهد فورًا، لأن الاستمرار في الركعة الزائدة عمدًا يُبطل الصلاة".

كما فرّقت الفتوى بين موقف الإمام وموقف المأموم، موضحة أنه "من تيقّن من المأمومين أن الإمام قد زاد ركعة بالفعل، لا يجوز له متابعته، بل يجب عليه أن ينوي مفارقته ويكمل صلاته منفردًا، أو ينتظره حتى يعود للتشهد ويسلم معه". أما من لم يتيقن، فعليه اتباع الإمام وعدم مفارقته.

وختمت دار الإفتاء بالإشارة إلى ما قاله الإمام ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج": أن من علم أو غلب على ظنه أن إمامه زاد في الصلاة، وجب عليه عدم متابعته، ولا يُعتد باحتمال أن الإمام قد نسي ركعة؛ لأن الأصل أن كل مصلٍّ مسؤول عن يقينه في الصلاة.

تم نسخ الرابط