عاجل

ما فضل وثواب إماطة الأذى عن الطريق.. وكيف يكون ؟الإفتاء توضح

الاذى
الاذى

في حياتنا اليومية قد يبدو إبعاد حجر صغير أو غصن شوك عن الطريق أمرًا بسيطًا لا يستحق الالتفات، لكن في ميزان الشريعة الإسلامية هو عمل عظيم يعد من شعب الإيمان وسببًا لمغفرة الله ودخول الجنة. فقد رفع النبي ﷺ هذا السلوك إلى منزلة الصدقة، مبينًا أن حماية الناس من الأذى في طرقاتهم عبادة تقرّب العبد من ربه. فما السر وراء عظمة هذا الفعل؟ وكيف تناولت السنة النبوية فضل إماطة الأذى عن الطريق وأوضحت دار الإفتاء  في هذا السياق أن من المستحبات في الشريعة الإسلامية أن يحرص المسلم على إزالة كل ما يسبب أذى للناس في طرقاتهم؛ كالأحجار، أو الطين، أو الماء المتجمع، أو الشوك، أو أي شيء قد يُلحق بهم ضررًا، إذ إن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلَاهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» متفق عليه.

الأدلة الواردة في السنة النبوية 

كما وردت أحاديث كثيرة تُبرز فضل هذا العمل؛ منها ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ». وفي رواية البخاري: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي طَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ فَأَمَاطَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ». كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» رواه مسلم.

وتدل هذه الأحاديث على عظيم الأجر في إزالة الأذى أيا كان نوعه؛ من شوك، أو حجر، أو ماء، أو غير ذلك، إذ عدّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صدقةً لما فيه من دفع الضرر عن المارة. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (5/114): [ومعنى كون الإماطة صدقة: أنه تسبب في سلامة المارين من الأذى، فكأنه تصدق عليهم بذلك، فاستحق أجر الصدقة].

تم نسخ الرابط