في ذكرى تدميره.. كيف قضى البنتاجون على فكرة الأمن المطلق؟

يصادف، اليوم، واحد من أقوى الحوادث شهرة في التاريخ، حيث تعرض مقر وزارة الدفاع الأمريكية في مقاطعة أرلينجتون بولاية فرجينيا، لهجوم بطائرة ركاب مدنية دمّر قسمًا من واجهته الغربية، في 11 سبتمبر عام 2001، والتي أسفرت عن مقتل 3 آلاف شخص.
تصميم البنتاجون
المبنى صُمم على شكل خماسي الأضلاع لتحقيق توزيع متوازن للضغط وزيادة المتانة، كما يرمز إلى فروع القوات المسلحة الأمريكية الخمسة: الجيش، البحرية، القوات الجوية، مشاة البحرية، وقوات الفضاء.
شارك في بناء هذا المشروع العملاق أكثر من 15 ألف عامل و14 ألف حرفي وألف مهندس معماري، وتم إنجازه خلال 16 شهرا فقط، بتكلفة بلغت 83 مليون دولار آنذاك، وهو ما يعادل 1.33 مليار دولار بأسعار 2023.
يمثل البنتاجون، والذي وُضع حجر أساسه في 11 سبتمبر عام 1941، خلال الحرب العالمية الثانية، رمز القوة العسكرية الأمريكية، وشُيّد بهدف توحيد مقار وزارة الحرب التي كانت موزعة على 23 مبنى في العاصمة واشنطن.

هجمات 11 سبتمبر
خلال هجمات 11 سبتمبر، اختطف خمسة مسلحين بقيادة هاني حنجور طائرة الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 77 بعد إقلاعها من مطار واشنطن دالاس، وتمكنوا من السيطرة عليها وتوجيهها نحو العاصمة، وفي الساعة 09:37 صباحًا ارتطمت الطائرة بالواجهة الغربية للبنتاجون، مخلّفة كرة نارية ضخمة وانهيارًا جزئيًا بالقسم الغربي للمبنى.
الهجوم أسفر عن مقتل 189 شخصًا، بينهم 125 داخل مقر وزارة الدفاع و64 على متن الطائرة، من بينهم الخاطفون، وكاد الحريق والدخان أن يعطلا مركز القيادة العسكرية الوطنية، أحد أكثر المرافق حساسية في الولايات المتحدة، إلا أن جهود المهندسين حالت دون ذلك.
أعيد بناء الجزء المتضرر بعد عام فقط من الهجوم، وفي عام 2008 افتُتح نصب البنتاغون التذكاري الذي يضم 184 مقعدا بترتيب يعكس أعمار الضحايا، بكلفة 22 مليون دولار، ورغم مرور أكثر من عقدين على الحادث، يظل هجوم البنتاجون شاهدا على أن التكنولوجيا الحديثة جعلت فكرة "الأمن المطلق" وهما، بعدما باتت الطائرات المسيرة قادرة اليوم على استهداف أي موقع في العالم.