مركز تطوير تعليم الوافدين بالأزهر يستضيف طلاب السودان خلال ملتقى ثقافات الشعوب

نظم مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، يومًا ثقافيًا خاصًا بطلاب السودان ضمن فعاليات "ملتقى ثقافات الشعوب" والذي شهد حضورًا واسعًا من الطلاب السودانيين في أجواء رمضانية روحانية مميزة، وتأتي هذه الفعَالية للتأكيد على دور الأزهر في احتضان طلابه الوافدين وتعزيز التواصل الثقافي بينهم، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب.
دمج الوافدين بالمجتمع الأزهري
أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي، أن الأزهر الشريف لا يقتصر دوره على تقديم العلوم الشرعية فقط، بل يسعى إلى تهيئة بيئة متكاملة للطلاب الوافدين، تجمع بين التعليم والأنشطة الثقافية والإجتماعية التي تعزز قيم التسامح والتواصل الإنساني، وأضافت أن هذه الفعاليات تساعد في دمج الطلاب داخل المجتمع الأزهري وتقوية الروابط بينهم، وتوفر لهم الفرص لاكتشاف ثقافات مختلفة، مما يساعدهم في بناء شخصياتهم العلمية والدعوية، مشيرةً إلى أن الأزهر مستمر في رعايته لأبنائه الوافدين وتقديم كل سبل الدعم لهم ليكونوا خير سفراء للأزهر في بلدانهم.
بدأت فعَاليات الملتقى الثقافي بندوة حوارية ألقاها الدكتور حسن إبراهيم يحيى، أمين مساعد اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، تناولت قصص ملهمة لطلاب وافدين من السودان اجتهدوا في طلب العلم حتى أصبحوا من كبارعلماء الأزهر الأجلاء، وتركوا بصمة في تاريخ الأزهر ومنهم الشيخ محمد نور الحسن الذي أصبح وكيلًا للأزهر، وقد جاءت هذه الكلمة بهدف تحفيز الطلاب وإلهامهم لتحقيق التميز والتأثير الإيجابي في مسيرتهم العلمية والدعوية.
واستعرض الدكتور حسن، رحلة هؤلاء العلماء في طلب العلم داخل الأزهر، والتحديات التي واجهوها، وكيف استطاعوا تجاوزها بإرادة قوية وسعي دؤوب، ليصبحوا قدوة للأجيال الجديدة من الطلاب السودانيين الوافدين.
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الطلاب السودانيين الذين أكدوا أن هذه القصص كانت محفزة لهم، حيث زادت من إصرارهم على تحقيق أهدافهم العلمية، وأعطتهم دفعة قوية للاستمرار في طلب العلم والتفوق في دراستهم.
وفي إطار تعزيز الأجواء الرمضانية وإحياء التقاليد العريقة، وقف الطلاب أمام "مدفع الإفطار الرمضاني"، حيث استمعوا إلى شرح عن تاريخ هذا التقليد، وكيف بدأ في العصر المملوكي وأصبح جزءًا أساسيًا من الطقوس الرمضانية في مصر، وتعرف الطلاب على دور المدفع في الماضي، حيث كان وسيلة أساسية لإعلان موعد الإفطار قبل انتشار وسائل الإعلام الحديثة، وما زال يحتفظ بمكانته كرمز للأجواء الرمضانية.
وقد أبدى الطلاب السودانيين إعجابهم الكبير بهذه التجربة الفريدة، حيث قاموا بمقارنتها بعاداتهم وتقاليدهم في استقبال رمضان في السودان، مما ساهم في إثراء التبادل الثقافي بينهم وتعزيز روح الانتماء والتواصل بينهم.
واختتمت الفعاليات بإفطار جماعي، ضم الطلاب من مختلف المناطق السودانية، حيث استمتعوا بتناول أطعمة مصرية، وأخرى تقليدية سودانية في أجواء تسودها روح المحبة والتآخي، وخلال الإفطار، تبادل الطلاب الأحاديث حول تجاربهم الدراسية والمعيشية في الأزهر، وشاركوا ذكرياتهم حول رمضان في السودان، مما جعلهم يشعرون وكأنهم في وطنهم الثاني، وقد عبر العديد من الطلاب عن سعادتهم بهذه التجربة الفريدة، مؤكدين أن هذا الملتقى ساهم في توثيق علاقاتهم بزملائهم، وأتاح لهم فرصة التعرف على ثقافات متنوعة، واستلهام أفكار جديدة تساعدهم على التغلب على تحديات الغربة، وتعزز لديهم الشعور بالانتماء إلى مجتمع الأزهر.
ويواصل مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب تنظيم فعاليات "ملتقى ثقافات الشعوب" خلال الأيام المقبلة، ضمن رؤية الأزهر الشريف الهادفة إلى تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الطلاب الوافدين، وتمكينهم علميًا وثقافيًا، وإعدادهم ليكونوا نماذج مضيئة تنقل رسالة الأزهر إلى مختلف أنحاء العالم.