عاجل

الإعلام العبري ينشر صورًا فضائية تكشف توسعة في مفاعل ديمونا النووي

مفاعل ديمونا
مفاعل ديمونا

في خطوة نادرة تكسر سياسة التعتيم التي اتبعتها إسرائيل لعقود، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، نقلاً عن وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية من صورًا حديثة التُقطت بالأقمار الصناعية لـ مفاعل ديمونا النووي الواقع في صحراء النقب قرب الحدود المصرية، تُظهر نشاطًا إنشائيًا واسعًا داخل المجمع.

وتوضح الصور التي حصلت عليها ، ونشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد موافقة الرقابة العسكرية، وجود مبانٍ جديدة ضخمة في موقع المفاعل، ما يشير إلى مشروع تطوير كبير قد يكون عبارة عن مفاعل ماء ثقيل جديد أو منشأة لتجميع رؤوس نووية، وفقاً لتحليلات خبراء نوويين.

مفاعل ديمونا
مفاعل ديمونا

نشاط إنشائي متسارع منذ 2021

تشير تقديرات الخبراء إلى أن أعمال الحفر والبناء بدأت على الأرجح منذ عام 2021 أو قبله، حيث تم رصد حفريات كبيرة بجوار المفاعل القديم، وتُظهر الصور الأخيرة، الملتقطة في 5 يوليو 2025، جدرانًا خرسانية سميكة وهياكل تحت الأرض، مع وجود رافعات بناء نشطة، ما يدل على استمرار العمل داخل الموقع.

ورغم عدم ظهور أي قبة نووية تقليدية في الصور، يرى البعض أن المبنى الجديد قد يضم قلب مفاعل، فيما يعتقد آخرون أنه قد يكون موقعًا مخصصًا لتجميع الأسلحة النووية، مما يعزز التكهنات بأن إسرائيل تسعى إما لتحديث منشآتها النووية أو لتوسيع ترسانتها.

عدم اعتراف إسرائيل بامتلاك سلاح نووي

ورغم هذا التطور اللافت، فإن إسرائيل لا تزال تلتزم بسياسة "الغموض النووي"، حيث لم تعترف رسميًا حتى اليوم بامتلاكها أسلحة نووية، ولم تنضم لمعاهدة حظر الانتشار النووي، ما يجعل منشآتها النووية خارج نطاق رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بحسب الخبراء، فإن هذه المنشأة قد تُستخدم أيضًا لتجديد مخزون "التريتيوم"، وهو عنصر أساسي يدخل في تصنيع الأسلحة النووية ويقل مخزونه بنسبة 5% سنويًا، مما يشير إلى إمكانية أن يكون الهدف هو الحفاظ على الجاهزية النووية لا أكثر.

بداية بناء مفاعل ديمونا

وبدأ بناء مفاعل ديمونا، الذي سُمّي لاحقًا باسم شمعون بيريز  مهندس المشروع النووي الإسرائيلي في أواخر خمسينيات القرن الماضي بمساعدة فرنسية، تحت غطاء أنه "مصنع نسيج"، واستُخدم منذ ذلك الحين في إنتاج البلوتونيوم والتريتيوم اللازمين لتطوير أسلحة نووية.

ورغم التحذيرات السابقة من تقادم عمر المفاعل الذي يعمل منذ أكثر من 60 عامًا، استمرت إسرائيل في تطويره بعيدًا عن الأنظار، وفي عام 2004، وزعت حكومة الكيان الإسرائيلي أقراص يود على سكان المنطقة تحسبًا لأي تسرب إشعاعي محتمل.

من المتوقع أن تثير هذه التوسعة الجديدة في منشأة ديمونا انتقادات دولية، لا سيما أنها تتزامن مع حملة تقودها إسرائيل والولايات المتحدة ضد الأنشطة النووية الإيرانية، حيث يصف بعض المحللين هذا التناقض بأنه أحد أبرز أوجه ازدواجية المعايير في الملف النووي بالمنطقة.

تم نسخ الرابط