تصاعد الغضب الأوروبي عقب أشرس ضربة جوية روسية على أوكرانيا

ندد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، بالهجمات الجوية التي شنتها روسيا على أوكرانيا، والتي تصاعدت إلى أضخم عملية منذ بداية الحرب عام 2022.
وصف الزعيمان الضربات بأنها "جبانة" و"عشوائية"، مؤكدين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يأخذ السلام على محمل الجد" ويغرق في "منطق الحرب والترهيب".
ستارمر: استهداف مقر الحكومة الأوكرانية عمل جبان
في بيان صادر عن داونينج ستريت، قال ستارمر: "للمرة الأولى، تم استهداف مقر الحكومة المدنية الأوكرانية، هذه الهجمات الجبانة تعكس اعتقاد بوتين بأنه يفلت من العقاب، وأنه لا يحترم السلام أكثر من أي وقت مضى اليوم، يجب أن نستمر في دعم أوكرانيا وسيادتها بكل حزم".
ماكرون: ندين الضربات العشوائية على المناطق السكنية ومقر الحكومة في كييف
من جهته، كتب ماكرون على منصة "إكس": "ندين بشدة الضربات العشوائية التي طالت المناطق السكنية ومقر الحكومة في كييف، روسيا تغوص بشكل متزايد في منطق الحرب والترهيب. فرنسا ستواصل بذل كل جهد لضمان سلام عادل ودائم".
وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أن هذه الهجمات، التي جاءت بعد أقل من أسبوعين من هجوم واسع النطاق على كييف، تمثل تصعيدًا جديدًا وتؤكد أن روسيا ليست لديها نية للسلام.
أكثر من 800 مسيّرة وصاروخ في هجوم غير مسبوق
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه بحث تفاصيل الهجوم مع ماكرون عبر الهاتف، مشيرًا عبر حسابه على "تيليغرام" إلى تنسيق الجهود الدبلوماسية والخطوات القادمة مع شركائه لضمان رد ملائم، مؤكدًا استعداد أوكرانيا وفرنسا لاتخاذ إجراءات جديدة لتعزيز الدفاعات.
وشهدت العاصمة كييف، الأحد، اشتعال حريق في مقر الحكومة الأوكرانية جراء الهجوم الروسي الذي يعد الأكبر منذ بداية الحرب في فبراير 2022، حيث استخدمت روسيا أكثر من 800 طائرة مسيرة وصاروخ، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص بينهم اثنان في كييف.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت بين مساء السبت وصباح الأحد 805 مسيّرات على الأقل، بالإضافة إلى 13 صاروخًا، محققة بذلك رقماً قياسياً جديداً في حجم الهجمات منذ اندلاع الحرب.
في ظل فشل الجهود الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناع موسكو بوقف إطلاق النار، أعلنت الدول الأوروبية الداعمة لكييف، ومنها فرنسا، عن خطوات لتعزيز الضغوط على روسيا.
كما كشف تحالف يضم 26 دولة، معظمها من أوروبا، عن استعداده للمشاركة في "قوة طمأنة" ضمن إطار وقف محتمل لإطلاق النار، من خلال نشر قوات في أوكرانيا بدعم أمريكي.
حريق في مقر رئاسة الوزراء بكييف وتبادل اتهامات بين موسكو وكييف
أكد عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الحريق اندلع في مبنى حكومي بمنطقة بيشيرسكي، على الأرجح نتيجة إسقاط طائرة مسيرة، مشيرًا إلى أن فرق الإطفاء تتعامل مع الحادث.
في نفس السياق، ذكر النائب الأوكراني ياروسلاف جيليزنياك عبر "تليجرام" أن الطوابق المتضررة تضم مكتب رئيس الوزراء وقاعة اجتماعات الحكومة، بالإضافة إلى طابق فني.
في الوقت نفسه، تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشن هجمات متبادلة عبر الطائرات المسيرة. ففي روسيا، أعلنت إدارة المنطقة الجنوبية اندلاع حريق في مصفاة إيلسكي للنفط في إقليم كراسنودار نتيجة هجوم أوكراني بطائرات مسيرة.
وأوضحت السلطات الروسية أن الحريق طال مساحة محدودة من وحدة معالجة في المصفاة، وتم إخماده بسرعة دون تسجيل إصابات، مع إجلاء الموظفين إلى مناطق آمنة.