عاجل

لمن يعاني من الأرق.. إليك أبرز الأدعية والأذكار كما أوصانا بها النبي

الارق
الارق

جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدعية وأذكار يُستحب قولها عند الشعور بالأرق وصعوبة النوم، مع ضرورة استحضار عظمة الله تعالى، وتنقية القلب مما قد يحجب عن نيل الطمأنينة والسكينة.
فمن ذلك ما رُوي عن بُريدة رضي الله عنه أن خالد بن الوليد رضي الله عنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: يا رسول الله، ما أستطيع النوم من الأرق، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

ومع ذلك، لا ينبغي أن يغفل المسلم عن جانب العلاج والتطبب عند أهل الاختصاص، فهذا من الأخذ بالأسباب التي أمر الشرع بها، وخاصة إذا اشتد الأرق وتمادى

فضل الذكر وعلاقته بعلاج الأرق

يُعَدُّ الذكر من أجلّ القُرَب وأعظم الطاعات، قال الله تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وامتدح سبحانه عباده الذين يُداومون على ذكره في كل حال، فقال: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]. والمقصود أنهم يذكرونه في أوقات شتى: بعد الصلوات، صباحًا ومساءً، عند النوم والاستيقاظ، وفي مختلف أحوالهم؛ كما أوضح الإمام القرطبي في تفسيره.

الأذكار عند الأرق

من الأذكار ما يكون مطلقًا غير مرتبط بزمان محدد، فيشرع للمسلم أن يقوله إذا أصابه قلق أو سهر أو أرق، وهو ما يُعرَّف بمفارقة النوم بسبب وسوسة أو همّ أو حزن. وقد نبه العلماء كالإمام النووي والإمام المظهري إلى أن هذه الأدعية مما يشرع للمبتلى بالأرق.

وبيَّن الإمام الغزالي أن من آداب النوم الدعاء والذكر حال اليقظة والتقلّب في الفراش، وهذا يشمل حالة الأرق، لأنه صورة من صور التيقظ.

ما ورد عن النبي ﷺ في علاج الأرق


• جاء عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه شكا الأرق للنبي ﷺ، فأرشده أن يقول عند نومه:
«اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» (رواه الترمذي والطبراني).
• وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أصابني أرق، فقال لي رسول الله ﷺ:
«قُلِ: اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، أَهْدِئْ لَيْلِي، وَأَنِمْ عَيْنِي»، فدعوت بها فذهب عني الأرق.
• وكان النبي ﷺ إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما، وقرأ قل هو الله أحد و المعوذتين، ثم مسح بهما وجهه وما استطاع من جسده (رواه البخاري).
• وأوصى ﷺ بقراءة آية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وبيّن أنها تحفظ المسلم من كل سوء.
• كما أوصى بقول: «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ…» إلى آخر الدعاء المعروف، وذكر أنه إن مات في ليلته مات على الفطرة.
• ومن الأدعية أيضًا ما علّمه النبي ﷺ لخالد بن الوليد رضي الله عنه عند الفزع في المنام: «بِاسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ»، ووعده أن هذا الدعاء يحفظه فلا يضره شيء.

الجمع بين الذكر والعلاج

ومع أن هذه الأذكار سبب عظيم في طمأنينة القلب وزوال الأرق، إلا أن الشرع الحنيف أرشد إلى ضرورة الجمع بين الذكر والأخذ بالأسباب الطبية. فقد ثبت أن النبي ﷺ لما لدغته العقرب دعا الله تعالى بالمعوذات، ومع ذلك استعان بالملح والماء علاجًا، مما يدل على أن الرقية لا تُغني عن التداوي.

لذلك، فمن واظب على الأذكار خالصًا لله عز وجل مع قلب حاضر متوكل، كان حريًّا أن يذهب عنه القلق والأرق، ومع ذلك عليه أن يستشير الأطباء إذا طال الأرق أو اشتد، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].

تم نسخ الرابط