عاجل

هل يجوز للإنسان أن يتصرّف في ماله دون مراعاة مشاعر الفقراء؟

الصدقة
الصدقة

من المعلوم شرعًا أن للإنسان الحرية في التصرّف في أمواله وممتلكاته بما يلائم حاله وظروفه، على أن يلتزم بالاعتدال بعيدًا عن الإسراف أو الشح، وألا يغفل عن حقوق الفقراء والمحتاجين، وأن يُقدِّم في النفقة مَن هم تحت رعايته أولًا؛ وقد جاء في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُم خَيْرُكُم لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُم لِأَهْلِي» رواه الترمذي

حكمة الله في بسط الرزق وتضييقه

لا يخفى أن للغنى والفقر مقادير وحِكمًا إلهية، يوزعها الله تعالى بعلمه وحكمته، فيغني من يشاء ويفقر من يشاء بما يصلح حاله ودينه. وقد جاء في الحديث القدسي: «وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلَّا الْغِنَى، وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلَّا الْفَقْرُ، وَلَوْ بَسَطْتُ لَهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ» رواه ابن أبي الدنيا.

الاعتدال في الإنفاق

أمر الله سبحانه بالوسطية في التصرفات المالية، فقال عز وجل: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ [الإسراء: 29]. وجاءت السنة النبوية مؤكدة ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ، أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا» رواه أبو داود.

حرية التصرف في المال بضوابط الشرع

للإنسان حرية التصرف في ماله بالطريقة التي تناسبه، شريطة أن يبتعد عن البخل أو التبذير، وألا ينسى حقوق الفقراء والمساكين. فالزكاة واجبة في وقتها لتطهير المال، والصدقات مطلوبة لأنها تزيد البركة، قال تعالى: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ﴾ [النحل: 96]. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا أَنْفَقَ إِلَّا عِزًّا» رواه مسلم.

أولوية النفقة على الأهل

من الواجب أن تكون بداية النفقة على الأسرة والأهل، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُم خَيْرُكُم لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُم لِأَهْلِي» رواه الترمذي.

مراعاة مشاعر الفقراء

العطاء ينبغي أن يكون برفق وحكمة، بعيدًا عن إظهار ما قد يجرح مشاعر المحتاجين، حتى لا يولد ذلك في نفوسهم حسدًا أو ضغينة. وجاء في الحديث الشريف: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» متفق عليه

تم نسخ الرابط