عاجل

ماذا يعني إعلان ترامب تغير اسم «البنتاجون» لـ«وزارة الحرب»؟

ترامب ووزير الحرب
ترامب ووزير الحرب بيث هيجزيس - أرشيفية

أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تسمية وزارة الدفاع إلى «وزارة الحرب»، وهو الاسم الذي استخدم منذ استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا وحتى فوزها مع الحلفاء بالحرب العالمية الثانية بعامين.

أمر يتجاوز الرمزية والحنين للماضي

وبينما اعتبر البعض ومن ضمنهم مسؤولين وسياسيين أمريكيين، أن القرار ما هو إلا قرار رمزي أو حنين للماضي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الأمر يتجاوز ذلك.

وبحسب الصحيفة الأمريكية أنه منذ إنشاء وزارة الدفاع في عهد الرئيس هاري ترومان، كان الهدف واضحاً: «الانتقال من عقلية الحرب المباشرة إلى منطق الردع، خصوصاً مع بروز الاتحاد السوفييتي كقوة نووية وصعود الصين الشيوعية». 

وطوال الحرب الباردة، اعتُبر تجنّب الصدام المباشر بين القوى العظمى أهم إنجاز، رغم الأزمات والحروب بالوكالة.

أما ترامب، بإعادته «وزارة الحرب»، فيريد أن يبعث برسالة مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تكتفي بالدفاع، بل ستتجه نحو الهجوم.

ومع تبني وزير دفاعه، بيت هيغسث، خطاب «المحارب» و«الفتك الشديد»، واعتبار أن الجيش الأمريكي خسر روحه القتالية تحت غطاء «الدفاع» و«التنوع»، فإن لهذا التوجه تداعيات استراتيجية ودبلوماسية خطيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حلفاء أمريكا بدؤوا يشكّون في التزام واشنطن بالدفاع عنهم، خصوصاً مع انسحاب ترامب من الأعراف والتحالفات التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.

قرار سيكلف المليارات 

إلى ذلك، فإن الكثير من المسؤولين والسياسيين من ضمنهم جمهورين يعتبرون أن القرار شكلي ولا داعٍ له لا سيما وأنه سيكلف مليارات الدولارات.

و أعرب الكثير من المسؤولين في «البنتاجون» عن إحباطهم وغضبهم وارتباكهم التام إزاء هذه الجهود، التي قد تكلف مليارات الدولارات مقابل تغيير شكلي لن يفعل الكثير لمعالجة التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه الجيش ــ مثل مواجهة تحالف أكثر عدوانية بين الدول الاستبدادية، وفقًا لصحيفة «بولتيكو» الأمريكية.

ولا تزال تفاصيل الأمر الذي وقّعه ترامب يوم الجمعة غامضة، لكن قد يحتاج المسؤولون إلى تغيير أختام وزارة الدفاع على أكثر من 700 ألف منشأة في 40 دولة وجميع الولايات الخمسين. 

ويشمل ذلك كل شيء، بدءًا من ترويسة ستة فروع عسكرية وعشرات الوكالات الأخرى، وصولًا إلى المناديل المنقوشة في قاعات الطعام، والسترات المطرزة للمسؤولين الذين وافق مجلس الشيوخ على تعيينهم، وسلاسل المفاتيح والهدايا التذكارية في متجر البنتاغون.

وقال مسؤول دفاعي سابق: «هذا مُخصصٌّ فقط للرأي السياسي المحلي، لن يُكلّف هذا ملايين الدولارات فحسب، بل لن يكون له أي تأثير يُذكر على الحسابات الصينية أو الروسية، والأسوأ من ذلك، أن أعدائنا سيستخدمونه لتصوير الولايات المتحدة على أنها مُحرِّضة للحرب وتهديدٌ للاستقرار الدولي».


 

تم نسخ الرابط