بينها فلسطين.. كيف حصن «الأزهر» شباب الجامعات من حروب الكيان ضد الهوية؟|خاص

لا يتوقف الدور المصري في دعم القضية الفلسلطينية عند قمة شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، بل يسعى الأزهر الشريف بوصف إحدى المؤسسات الوطنية لمواصلة الجهود من خلال إحياء القضية الفلسطينية وتوعية وتحصين الشباب من حروب ومحاولات الكيان الصهيوني لتشويهها ودغدغة المشاعر وحصر القضية في صراع ضد الإرهاب وليس سعي لشرعنة احتلاله واغتصابه لحق صاحب الأرض في الحياة.
إلى جانب قضايا أخرى كالإسلام فوبيا، الإرهاب، الهجرة، وفي إطار جهود الأزهر الشريف من خلال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تنفذ 4 مبادرات شبابية مع الجامعات والتعليم لتوعية الشباب وتحصينهم من الأفكار المختلفة ومحاولات التشويه المستمرة خاصة في ظل الذكاء الاصطناعي.
نحو رؤية شبابية لمكافحة التطرف
يقول الدكتور حمادة شعبان المشرف بمرصد الأزهر في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» إن هناك مبادرات عدة يقوم بها المرصد بلغت 4 مبادرات بالتعاون مع وزارت التربية والتعليم، التعليم العالي، والشباب والرياضة، منها مبادرة نحو رؤية شبابية لمكافحة التطرف، حيث يستضيف المرصد من خلالها كل أسبوع 50 طالبًا وطالبة من ابناء إحدى الجامعات المصرية.
تم تدشين هذه المبادرة في عام 2021 واستضاف المرصد من خلالها آلاف الطلاب والطالبات، ونظم لهم ما يقرب من 100 محاضرة توعوية حول التطرف ومجابهته والقيم الإنسانية ودورها في مكافحة التطرف وتحصين الشباب من الأفكار الهدامة.
وشارك في هذه المبادرة مجموعة من الخبراء أمثال المرحوم اللواء ناجي شهود، واللواء إيهاب طلعت، والدكتور طاهر نصر ، والدكتور محمود نجاح والدكتور محمد عبودة والدكتور حمادة شعبان والمخرج حازم أبو العينين، وشهدت تفاعلًا واسعًا من قبل الطلاب والطالبات.
مبادرة اسمع واتكلم
مبادرة اسمع واتكلم التي دشنها المرصد في عام 2018، وعقد 4 مؤتمرات كبرى مثلت فيها جميع الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية ، كما ذهب باحثو المرصد ومشرفوه إلى الجامعات المختلفة لإلقاء محاضرات توعوية للطلاب والطالبات وشباب الباحثين.
مبادرة اعرف أكثر
كما دشن المرصد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم مبادرة اعرف أكثر، الخاصة بتوعية طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية.
وتسهم هذه المبادرات في ترسيخ قيمة التفكير النقدي لدى الأطفال والشباب وحثهم على إعمال العقل فيما يصل إليهم من معلومات.
وفي بيان معنى الهوية قال «شعبان»: هي "مجموعة الصفات والقيم والمبادئ والانتماءات والخبرات والتجارب الحياتية والخصوصية الثقافية التي تشكل الذات الفردية والجماعية".
وشدد على الأهمية القصوى لـ "حب الإنسان لذاته وهويته"، مؤكدًا ضرورة العمل الجاد للحفاظ على الهوية وحماية منظومته القيمية المتأصلة التي تضرب بجذورها في عمق تاريخ الشخصية المصرية، والتي تمثل حصنًا منيعًا ضد محاولات الطمس أو التشويه.
كما تناول دكتور حمادة شعبان مجموعة من المصطلحات المرتبطة بالهوية، منها الانتماء والذي يشير إلى الانتساب المقرون بالولاء إلى وطن أو مؤسسة أو عقيدة. ونبه إلى أن "تعدد الانتماءات لا يتعارض مع بعضه بعضا"، محذرًا الشباب من الوقوع في فخ الخطاب الإعلامي للتنظيمات المتطرفة التي تضع جبالاً من الفوارق الوهمية بين الهوية الوطنية والهوية الدينية، في محاولة لشق الصف وتفتيت الولاء.