عاجل

الزعيم الكوري الشمالي يلتقي نظيره الصيني ويجريان جلسة مباحثات معمقة

كيم وشي
كيم وشي

التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، يوم الخميس، نظيره الصيني شي جين بينغ في العاصمة بكين، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات وُصفت بـ"المعمقة" لمناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. 

ونقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، قوه جيا كون، قوله إن "الصين مستعدة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع كوريا الشمالية"، مشيرًا إلى أن زيارة كيم ومشاركته في العرض العسكري تحمل "أهمية بالغة".

وشارك كيم جونغ أون في عرض عسكري صيني ضخم أقيم الأربعاء بمناسبة الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة دول آخرين، في مشهد نادر جمع أبرز خصوم واشنطن على منصة واحدة.

كيم يصل الصين علي متن قطاره الخاص المصفّح

وكان كيم قد وصل إلى بكين يوم الثلاثاء على متن قطاره الخاص المصفّح، برفقة ابنته الصغيرة، في إشارة فُسرت بأنها قد تكون تمهيدًا لتوريث السلطة مستقبلاً، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

ورغم أن الصين تعد الحليف التجاري الأول والداعم الأساسي لكوريا الشمالية، إلا أن كيم أمضى السنوات الأخيرة في توثيق علاقاته مع روسيا، حيث قدّم دعماً عسكرياً للكرملين في حربه ضد أوكرانيا، مقابل مساعدات اقتصادية وأمنية.

وقد أثار هذا التوجه قلقًا ضمنيًا في بكين، بحسب مراقبين، خاصة أن تقارب بيونغ يانغ مع موسكو قد يُضعف النفوذ الصيني في شبه الجزيرة الكورية، ويزيد من اضطراب التوازن الإقليمي.

هل يلوّح كيم ببطاقة الصين في وجه واشنطن؟

ويري محللون أن زيارة كيم إلى الصين قد تحمل رسالة مزدوجة، فهي لا تهدف فقط إلى تعزيز العلاقة مع بكين، وإنما أيضًا إلى إعادة تنشيط أوراق الضغط في مواجهة الولايات المتحدة، خاصة في حال عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وتعليقًا على هذه الاحتمالات، قال تشو فِـنغ، عميد كلية العلاقات الدولية بجامعة نانجينغ، إن التحالف مع كوريا الشمالية قد يسيء إلى صورة الصين عالميًا، نظرًا إلى طبيعة النظام الحاكم في بيونغ يانغ، مضيفًا: "لا ينبغي المبالغة في تفسير أن العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية وروسيا تشكّل تحالفًا استراتيجيًا حقيقيًا".

تحالف ثلاثي أم توازن مصالح؟

وقد أثار هذا الظهور المشترك لكل من شي، كيم، وبوتين في حدث عسكري واحد  جدلًا واسعًا وتكهنات بوجود جبهة موحدة في وجه الضغط الأمريكي.
غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى هذا الطرح ساخرًا من تصريحات ترمب، قائلاً في مؤتمر صحفي: "لم يُدلِ أحد بأي تعليقات سلبية عن إدارة ترامب خلال زيارتي إلى الصين..  فرئيس الولايات المتحدة ليس خاليًا من روح الدعابة".

ورغم أن الدول الثلاث تواجه ضغوطًا منفصلة من واشنطن، إلا أنها لم تُعلن عن تحالف عسكري أو سياسي رسمي، ما يُبقي طبيعة العلاقة بين بكين وبيونغ يانغ وموسكو في إطار التعاون التكتيكي وليس الاستراتيجي الدائم.

تم نسخ الرابط